قالوا قديمًا.. بأن الإنسان وإن دار الأكوان فوطنه الوحيد الذي يملأ فراغا في القلب..
وإن عاش في أرقى الحضارات فلا يغيب عن باله لحظة ولا ينفك عن السؤال عنه..
قالوا الوطن هو إربُ أرض.. وأقول بل هو شِقٌ من النفس والروح.. هو ما يُشكلنا ويصنعنا..
وطننا هو اللذي نعيشُ فيه ويعيشُ فينا.. هو ما نحتويه ويحتوينا..
وإن فصلتنا الأقدار.. فلا يُفصل عنا.. هو في هويتنا وملكَ أعظم الأحاسيس.. كالحنين والحنان.. الدفئ والأمان.. الحب والامتنان.. وبجهده وبطولاته ونجاحاته نملك الإيمان.. وفيه وُلد وعاش أجدادنا وفي أرضه لُفّت لهم الأكفان.. بأيدينا وفكرنا نصنع له خير الأجيال..
حمل في جوفه رسالة السماء.. ونشرها في كل الأكوان.. أيعقل نسيانها ونسيان رب الأنام.. ولأي غاية خلقنا.. ألم تكن لعبادته وفي هذه الدنيا نحصد أعظم الأعمال؟!..
أليس من واجبنا حملها كما حملها سيدنا ونبينا عبر الأجيال!
وقال الله بأن في ديننا الخلاص والنجاة من عذاب النار.. وفيه النعيم في الدنيا والآخرة وإن قام الحساب..
فيكفينا شرفًا بأن وطننا حيث بدأ أعظم وأجلّ الأديان..
وطن.. كلمةٌ بألفِ معنىً وفي البال وكل الأحوال معنا.. أأرضٌ هي تحوي الأمان أم ملجأً لقلوبنا السلام ترجو؟!.. لترابه رائحةٌ باتت في الأعماق لا تنفك عنا وعند البعدِ الألباب ترتابُ.. وُلد في لبّه العظماء وها هم الأحفاد لعظمتهم ورثوا.. والفنون أُصّلت فيه وفي أفئدةِ من فيه، وبسحر طبيعته يفتِنُ العيون