كونك تشعر بالغيرة، فذلك طبيعي، لكن حينما تشمت، فذلك غير لائق غالبيتنا قد فعلنا ذلك يوما ما. نعم، لا ننكر ذلك. في الحقيقة يخطئ البعض بالشماتة وهذا فعل سلبي أن تشمت بشخص فيكرهك هذا الشخص وهذا اعتقاد الناس الخاطئ عن تفوقهم على الأفراد الآخرين، حيث يقوم الواحد منّا بتضخيم حجم صفاته الإيجابية وتصغير صفاته السلبية وفي الحقيقة فإن إحدى مشكلات البشر هي ظنهم أنهم لا يمتلكون وجهات نظر فقط، وإنما الحقائق نفسها، لذلك حينما يخالف أحدهم رأيك قد تقول عنه إنه غبي أو مجنون بل ويظن البعض أنه متآمر ونضع هؤلاء الذين لا يتفقون مع آرائنا وقناعاتنا، التي من المفترض أنها بالنسبة لنا الوضع الطبيعي للأمور في موضع شك لماذا لا نظم أنفسنا إلى مجموعة من الناس التي تتفق مع هذا الرأي وقد تكون لها مزايا أو جهل، أو عجرفه ونبتعد عن المؤامرات حتى لا يتطور ويتأزم الأمر لكن القليل من التعاطف تجاه هؤلاء وتنوع فئاتهم، يشعر الإنسان العادي بالشفقة تجاه أنماط محددة من البشر، كالعجائز وأصحاب الإعاقات الجسدية، والمدمنين واحياناقد تشعر بالقرف منهم، لكن هناك عدة فئات من البشر تثير شعورا بالغيرة، من هؤلاء لأنهم أغنياء فأصبحت الشماتة شيئا طبيعيا يمارسه الأنسان بشكل يومي ضد الآخرين فيقال له أنت تستحق وهذا نتيجه أفعالك وإن الجزاء من جنس العمل، البعض يرى أمامه شخص يظن أنه شرير فيقول له انت تستحق هذه المصائب، ويفرح لذلك، ليس فقط لأنه يستحق ذلك، بل لأنه خالفه الرأي ..
وهناك صورة أخرى مهمة للشماتة، وهي ما يحدث حينما يتعرّض شخص لهجوم من أي نوع، لفكره لا تتوافق مع الأخرين فيعادونه أو يتعرض لمصائب فالشماته ظاهره اجتماعيه يعيشها العالم العربي حاليا أصبحت شيئا طبيعيا يمارسه الفرد بشكل يومي ضد أبناء التيار الذي لا يشجعه او يتوافق معه .أثناء التواصل الاجتماعي فتحدث الشماتة بصورة قد تكون مختلفة قليلا، فبجانب حالة الاستقطاب تنتشر فيديوهات الفشل بصورة محرجه على مواقع التواصل التي تروّج لفشل شخص فتضحك من داخلك، بصوره غير طبيعيه وستكتشف أنك تضحك من قلبك على مشكلة شخص آخر ربما يزعل ويحزن من رد فعلك على ما حدث فلو تم القبض على شخص في حادثة سرقة أو نصب كوننا مسلمين لن يدفعنا هذا الشعور بالسعادة فتقلق، حتّى لو كان هذا الآخر لا يعرفك ولا علاقة له بك وربما تكون فرصه بالنسبه لك متى نصحى من غفلتنا حتى يمكننا فهم الشماتة في إطار تطوري حينما عاش البشر قديما في علاقاتهم وارتباطهم تظهر عليهم درجة بسيطه من السعادة حينما يفشل المنافسون، لهم فتجد السعادة ظاهرة بشكل غير ملحوظ حتى لا تؤلم ، وسرّية، ممزوجة مع الشعورك بالشفقة وربما تشعر برغبتك في مساعدة منافسك وتحاول فلا تستطيع أن تفعل ذلك لكن يظل هذا الشعور موجود، هناك في القبو السفلي لذاتك، تتمثل في العاطفه لأنك لا تتمكن من إيقافها..