أغمض عينيك… استمع إلى نبض الأرض… هل تسمع صوت الأجداد وهم يهمسون للتاريخ؟ هل ترى الرمال وهي تسطر اسمًا لا يُمحى؟ هل تشعر بهيبة اللحظة التي وُلِدت فيها الدولة؟
هناك، في عمق الصحراء، حين كان العالم لا يعرف لهذه الأرض هوية، وحين كانت القبائل مشرذمة، والتاريخ في انتظار قائده… وُلدت السعودية.
في عام 1139هـ، لم تكن الدرعية مجرد قرية على ضفاف وادٍ، بل كانت شرارة ثورة، وبداية لعصر، وانطلاقة لأسطورة. وقف الإمام محمد بن سعود أمام الرمال، لم يرَ مجرد أرض، بل رأى دولة، ومستقبلًا، ومجدًا خالدًا. لم يكن يحمل جيشًا جرارًا، لكنه حمل إيمانًا يزلزل الجبال، وعزيمةً تصنع المعجزات.
ومن هناك، بدأ التاريخ السعودي العظيم. دولةٌ لم تكن كغيرها، لم تُمنح، لم تُهدَ، لم تُوهب… بل وُلِدت من نار الحروب، وصُقلت بدماء الشهداء، ونُحتت بإرادة رجالٍ أقسموا أن تبقى للأبد.
ثلاثة قرون من المجد… لا يسقط إلا ليعود أعظم ثلاثمائة عام… ثلاثة قرون من السقوط والنهوض، من الحروب والانتصارات، من المجد الذي لا يُهزم.
كم من دولةٍ سقطت ولم تعد؟ كم من إمبراطوريةٍ انهارت وتلاشت؟ لكن السعودية ليست كغيرها. فحين تُحاول الأقدار أن تُعرقل مسيرتها، يعود رجالها أقوى… حين يظن الأعداء أنهم أسقطوها، تعود أشد بأسًا… وحين يحاول التاريخ أن يمحو اسمها، يعود ليكتبه بأحرفٍ من نارٍ على صفحات الخلود.
وفي لحظة كان البعض يظن أن المجد قد انتهى، عاد عبدالعزيز بن عبدالرحمن، هذا الرجل المعجزة، الذي لم يولد ليكون أميرًا، بل ليكون باني وطنٍ، وصانع دولةٍ، ومهندس معجزةٍ.
كان بإمكانه أن يستسلم، لكنه حمل حلم أجداده فوق كتفيه، وسار به في الصحاري، عابرًا القفار، مواجهًا المستحيل، حتى عاد إلى الرياض بحد السيف، لا بالمعاهدات… بالقوة، لا بالتوسل… بالإيمان، لا بالخذلان.
أسّس دولةً أشبه بقارة، ووضع حجر الأساس لمملكةٍ لا تعرف الزوال.
أبناء المجد… ملوك العظمة والخلود
لكنه لم يكن وحده، بل ترك رايةً حملها رجالٌ لا يقبلون إلا بالعزة، وملوكٌ لم يعرفوا إلا القمم:
• سعود… الذي وسّع البلاد ورسّخ الأركان.
• فيصل البطل… الذي وقف في وجه العالم بأسره، وجعل النفط سلاحًا للعروبة.
• خالد العطاء… الذي زرع الخير، فازدهرت البلاد.
• فهد الحكيم… الذي بنى دولةً حديثة، وجعل السعودية اسمًا يُحسب له ألف حساب.
• عبدالله الأب الرحيم… الذي نشر العدل والإنسانية في كل زاوية.
• سلمان العزم… الذي رفع الراية عاليًا، وقاد السفينة وسط العواصف، وصنع للسعودية مكانةً لا يُنازعها فيها أحد.
محمد بن سلمان…
العاصفة التي غيرت كل شيء
وفي ظل هذا المجد، وُلد رجلٌ لم يكن كغيره… محمد بن سلمان، لم يكن مجرد ولي عهد، كان عاصفةً هزّت الشرق الأوسط، وفكرًا تجاوز الزمن، ورؤيةً وضعت السعودية في موقعٍ لا يُنافسه أحد.
رأى وطنًا بحجم القارات، وأدرك أن التاريخ لا ينتظر المترددين، فقاد السعودية إلى المستقبل، حيث المشاريع العملاقة، والرؤية الطموحة، والمكانة التي لا تليق إلا بمملكةٍ عظيمة.
نقل السعودية من الحاضر إلى المستقبل، جعلها تصعد سلم العالم بسرعة لم يتخيلها أحد، ووضعها على طريق المجد الذي لا نهاية له.
يوم التأسيس…
البداية التي لا تنتهي
واليوم، ونحن نقف على أعتاب ثلاثمائة عام من العظمة، ندرك أن يوم التأسيس لم يكن لحظةً انتهت، بل هو لحظةٌ نعيشها كل يوم.
ثلاثمائة عام… والمملكة لا تسقط، لا تنكسر، لا تضعف… بل تعود دائمًا أقوى، أعظم، أشد بأسًا.
نحن أبناء هذا الوطن، أحفاد الأبطال، ورجال المجد، وحملة الراية التي لا تُخفض أبدًا.
• كتبنا التاريخ… أسكتنا الأحداث… صنعنا المستحيل… وسنبقى نكتب، ونبني، ونحلم، حتى يصل اسم السعودية إلى آخر نقطة في هذا العالم.
عاش الوطن، وعاش ملكه، وعاش ولي عهده، وعاش شعبه… والمجد لنا ما حيينا!
- 02/04/2025 احتفالات العيد بالطائف تكسر حاجز نصف مليون زائر وسط جهود تنظيمية فاعلة
- 02/04/2025 الاتحاد يفوز على الشباب بثلاثية ويتأهل إلى نهائي كأس الملك
- 01/04/2025 العربي يكرّم صحيفة البيان والإعلامي إبراهيم الروسي في احتفال عشيرة آل العربي بعيد الفطر لعام 1446 هـ
- 01/04/2025 مكافحة المخدرات تقبض على أربعة أشخاص بمنطقة نجران لترويجهم أقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي
- 01/04/2025 القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
- 01/04/2025 انطلاق نهائيات كأس آسيا تحت 17 عامًا الخميس القادم
- 01/04/2025 مكافحة المخدرات تقبض على أربعة أشخاص بالمنطقة الشرقية لترويجهم مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين
- 01/04/2025 أمير تبوك يتفقد محافظة تيماء ويتابع الحالة المطرية التي شهدتها المحافظة
- 01/04/2025 الزميل الغامدي يفجع بوفاة والدة زوجته
- 01/04/2025 آل العربي يقيمون حفل معايدة وتكريم في ثاني أيام عيد الفطر المبارك
المقالات > يوم التأسيس السعودي: مجدٌ لا يُمحى وتاريخٌ لا يُكسر
✍️ - علي حمد طاهري

يوم التأسيس السعودي: مجدٌ لا يُمحى وتاريخٌ لا يُكسر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/337068/
التعليقات 1
1 pings
ابراهيم النعمي
21/02/2025 في 10:53 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل من شاعر الحزم المبدع والمتميز الاستاذ علي طاهري