عندما يشعر شخص ما بالغيرة منك، فإن أفعاله قد تكون أبلغ من أقواله، فقد يعبر عن حسده من خلال النظر إليك باستخفاف، أو التصرف بعدوانية شديدة، أو حتى الابتعاد عنك، إن إدراك علامات الغيرة أمر مهم، لأنه يساعد في إدارة العلاقات ومعالجة المشاعر الكامنة داخل الشخص فيميل الشخص الحاسد إلى انتقادك دائما بأمور سلبيه دون التفكير ومراعاة مشاعرك وبدون هدف واضح ولا يحاول التصحيح لاقواله وقد يبادر بتعليقاته على قراراتك أو نجاحك أو حتى طبيعتك، مما يجعلك تشك في نفسك، يأتي هذا من عدم ثقتهم في أنفسهم حيث ويشير هذا التصرف استياءهم وهذا ينعكس عليك، وتهدف مثل هذه الانتقادات إلى تقليص ثقتك بنفسك بشكل كبير، وخفضك إلى مستواهم، إذا كانت الانتقادات غير مبررة أو قاسية بشكل مفرط، فقد يشير ذلك إلى أن ذلك يرجع إلى الحسد الذي يكمن وراء أفعالهم كما إن الغيرة تجعل من الصعب على الطرف الآخر أن يفرح حقًا بإنجازاتك ،وقد يستجيب بطرق خافتة أو غير صادقة أو متكلفة، مما يُظهر استياءه الخفي أو شعوره بعدم الكفاءة، ولا يمكنه إخفاء طموحاته غير المحققة بسعادتك، وبالتالي يفتقر إلى الحماس. إن الافتقار إلى الدعم الحقيقي أو الفرح بإنجازاتك يُظهر صراعه الداخلي المتمثل في عدم معرفته بكيفية التعامل مع مشاعره بطريقة صحية ..
كذلك قد ينظر الشخص الغيور إلى معنى إنجازاتك بازدراء، وغالبًا ما يربطها بالثروة أو الحظ أو الامتياز على حساب عملك، إنهم غير قادرين على التحقق من صحة جهودك لأن ذلك يضخم من شعورهم بالقصور، غالبًا ما يشعرهم موقفهم بالرفض أو حتى الاستياء، حيث يحاولون تقليص الفجوة بين نجاحك وانعدام الأمن لديهم ،وهذا يعكس أيضًا صراعهم الداخلي بسبب جدارة انجازاتك. وتميل الغيرة إلى توليد العدوان السلبي في شكل تعليقات ساخرة، أو مجاملات غير مباشرة، أو سلوك خفي يهدف إلى زعلك، وبطريقة غير مباشرة، يمكنهم التعبير عن حسدهم مع الاحتفاظ بقدرتهم على الإنكار، قد «يسخرون» من نجاحاتك أو لا يدعمونك علانية، كل هذه الأشياء، على الرغم من أنها تبدو صغيرة، سوف تتراكم في تصرفاتهم ويمكنك التعرف عليها بسهولة، تميل هذه الأنواع من الأفعال إلى تجنب صراعهم الداخلي، والذي يحاولون عدم مواجهته. كذلك قد يؤدي الحسد إلى تقليد شخص ما لأسلوب حياتك أو إنجازاتك أو أسلوبك الشخصي ،وفي حين قد يبدو التقليد أحيانًا وكأنه مجاملة، فإنه قد يشير أيضًا إلى رغبته في المنافسة أو تحقيق نفس مستوى نجاحك ،وقد يشمل ذلك تقليد سلوكياتك أو اختياراتك أو تفضيلاتك للحصول على شعور بالتحقق، كما يُظهر هذا السلوك اعتقاده الأساسي بأن صفاتك أو إنجازاتك تحمل قيمة يطمح إلى امتلاكها ولكنه يكافح لتحقيقها بشكل مستقل ..
جميعنا يشعر بالحسد والغيرة في أوقات معينة في حياته وإن بدا هذا السلوك طبيعيا وشائعا فإنه يحمل آثارا سلبية على صاحبه كوضعه النفسي والعقلي وحتى الجسدي، ويستخدم الكثيرون كلمتي( الغيرة والحسد ) باعتبارهما مسمى لشيء واحد، وهذا ليس صحيحا، فالغيرة هي شعور تحسه عندما تخاف بأن شيئا تملكه سوف يؤخذ منك، أما الحسد فهو شعور يؤلمّ عندما يكون لدى شخص آخر شيء تريده لنفسك فالشعور بالغيرة كثيرا ما نربطه بالشعور بالحسد، والعكس صحيحا. أي أنك قد تحسد شخصا ولكن دون أن تغار منه فالحسد هو تعبير عن وجود فجوة بينك وبين شخص آخر، فإن الفكرة في الغيرة هي حماية نفسك من أن يسلب شيء يخصك منك فالألم، والحسد وجع عاطفي،كثيرا ما يتحول إلى ألم بدني ويكون الألم حادا والحاسد مستعدا لفعل أي شيء لتقليل شعوره بالألم النفسي ومحاولة تدميره وإيذائه فعليك حماية ما تملكه من السلوك العدواني وكما أن الشخص الذي لديه تقدير منخفض لنفسه من السهل أن يشعر بالغيرة، وعندما يكون الشخص واثقا بنفسه لا يخشى أن يسلب شيء من حقوقه إذ إن الأشخاص الذين لديهم مفهوم منخفض للذات أكثر عرضة لهذا المرض النفسي.عادة يرفض الحاسد الاعتراف بالحقيقة، لأن في ذلك اعترافا بأنه في موقع أدنى، ولذا سوف يجادل الحاسد طويلا وهو يقول (( لا، أنا لا أشعر بالحسد ))..