أشعرُ أنّ العالمَ كلّه بخير وأنّ كلّ ما رُويَ في القصصِ من شرٍ للأقوامِ السابقين فهو كذب!
كيفَ لهذا العالم أن يحملَ بداخلهِ شراً وهو على متنِ هذه الكرة الأرضية؟
أَمِنَ الصحيح أن هذه الأرض تحملُ فوقَ أرضنا بشراً مثله؟ و هل صحيحٌ بأنّ السّماءَ تظلّه تحتَ سقفها؟
هل صحيحٌ أنّه يقطنُ بالجوار وأنّي لم كنتُ أعلم عنهُ للواحد والعشرون عاماً؟
كلّ تلكَ الأحداث تدهشني وكل تلك الأعوام التي خلتْ من دونهِ تزعجني لأنّي قضيتُ الكثير أبحثُ عن تلكَ الصفات ولكنّي لم أجدها!
و عن سؤال الكثيرين لي ماذا عن هذا العام الجديد لك سيدتي؟ وددتُ لو أنّي باستطاعتي كسر تلك الأضلع الصغيرة أوسط صدري ليروْ ما إن كان اللسّان يستطيع تجسيدَ كلّ تلك الأحاسيس التي سكنتني في عامي الجديد!
إنّه عامٌ مليئٌ بالإنجازات مليئٌ باحتفافِ الكثيرين والكثيرين حولي لكنّه دائماً سيبقى داخلي مميزٌ جداً لأنّي احتفلتُ بهِ بجوارِ من أحببت!
دائماً ما كانت تظلّني أوراقهُ بالدّعم والمحبّة لطالما كنتُ أغفوا في ليلتي باكيةً من عناءِ يومي حتّى إذا ما فرغتُ من كلّ تلك الأتعاب لجأتُ إليه خِلسةً دونَ مواجهةٍ واضحة وجدّتُ أوراقه تتساقط عليّ فتنبتني حيةً من جديد!
وكأنّي طيلةَ نهاري أسعى وأسعى لتجنيدِ هذا العالم من أجلِ هدفي فيأبى العالم بنفسهِ الخبيثه السيرُ معي ليأتي هوَ باسطاً ذراعيهِ أن أكملي أنا معك!
لطالما كنتُ نبتةً صغيرةً بدأتْ يانعة ثمّ قاربَ الوقتُ على أن تجفّ عروقها فيكسرها أحدُ المارةُ عبر الخطأ لأنّ عينه لنْ ترى غيرَ المُزهر حتّى أظلتني جذوعك فأوصلتْ بي ما كان كادَ أن يموت!
لطالما تسائلتُ عنكَ داخلي أنّك الذي تشبههم في البداية الرخويةِ فقط!
حتّى إذا مااشتدتْ العاصفة سأجدكَ راحلاً بجذوعكَ عنّي لكنّ العواصفَ قد اشتدت وقد مضت وقد ذقتُ طعم الفرحِ ألف مرة ثمّ التفتُّ لكَ أمام الملايين أنّي هنا من أجلك ولأجل ذلك الدعم الذي كنت تسكبه بقوةٍ داخلي! ثمّ إنّي هنا لأجلك ليسَ لأني لا أستهوي توبيخ كل من انتظرني ليس لأنّي أريدُ الوصول فقط!
لكنْ لكي أخبرك بأنّه مهما عظم الأمر عليّ سأكون هناكَ حيثُ رسمتني
ثمّ إني أتسائلُ عنكَ كثيراً وكثيراً حتّى لئنّ قلبي الصامت أبدى أسألته في صمته من مودّته الكبيرة لك!
من أنت؟ وما الذي يشعرني بأنّي أريدُ أن أكملَ معك؟ حتّى في مكوثي معك أنا لا أكتفي بتاتاً !
أنا التي تشعر بأنّ العالم نهايتهُ غداً لذلكَ تودّ البقاء أكثرَ مدّةٍ بجانبك!
أنا التي تشعرُ في نهايةِ الحديثِ معك بأنّ الإلهَ سيقبضُ روحها غداً لذلك تودّ الاطمئنان فيما تبقى في حياتها معك!
أنا التي تُخيفني ملامحُ انتهاءِ حوارك لأنّي أكرهُ طول الانتظار إلى اليومِ الذي يليه فاليومُ في سكونكَ سيدّي هوَ ألفُ عامٍ لديّ!
أنا التّي تشعرُ بالخوف والفرح والاشتياق حتّى في لحظةِ حضورك!
فأنا التي تخشى فقدانك بين يومٍ وليلة!
وأنا التي ينبتُ لها أجنحةً من الفرح والسعادة بأحاديثك واقترابك وأنا التي تشتاقُ إليك وأنتَ معي فلا تسألني كيف!
وأنا التي تودّ بأنّ اليوم عدد ساعاتهِ ألفُ ساعة وكلّ ساعةٍ داخلها مليون دقيقة حتّى إن انتهى يومنا سوياً أكون لربّما اكتفيتُ منك!
جِدْ لي حلاً فما عادتِ الأيّامُ تكفيني أو توفي بك حقاً داخلي!
أنا الذي أسميتكَ أخي ثمّ وجدتُك أكثرُ اقتراباً من الأخ
و أنا التي أسميتك صديقاً ثمّ أخبرتني نفسي بأنّ الأصدقاء يوماً ما يخذلون!
أنا التي أسميتكَ حبيباً ثمّ لمْ تعدْ تطربني قصص الحبّ لأنّ نهاياتها دائماً مؤلمة
أنا التي أسميتك روحاً من الجنة فلا يوجدُ أطهرُ من الجنّةِ وأنهارها فاليومَ أعلمُ من تكون!
أنتَ قطرةٌ سُكبتْ من أنهارِ الجنّة على أرضنا هذه قبلَ أن يُخطئ البشر خطيئتهم فنبتّ بيننا شجرةٌ تظلّنا ما بين أهلك وأصدقائك حتّى مررتُ بكَ عابرةَ سبيلٍ ثمّ استوطنتك!
وإنّي لا أستظلّ بأيّ شجرةٍ أمرّ بها في طريقي حتّى أرى أصولها وتلكَ التُربةُ التي نبتت منها وإن أغواني حُسنُ ظلّها!
فلمّا مررتُ بك جذبني ظلّك وكرمك فتغلغلتُ خِلسةً إلى تأصّلك فوجدّتهُ عوداً طيباً حتى أويتُ إلى أوراقكَ واحتضنتها وكأنّك أولّ شجرةٍ أجدها في طريقي
سيدّي إنْ وصلتكَ رسالتي هذه فاعلم بأنّ الأيام والأعوامَ إن طوتْ بيننا أنتَ لا تنطوي داخلي!
سيدّي إنّ قلمي لا يبيعُ حبرهُ وحرفهُ لأيّ انسانٍ كان وإنّي اليوم أسَلتُ قلمي لك .. لأنّك عظيمٌ داخلي
سيدّي إنّني اليومَ أعلنُ للجغرافيين بأنّ تربة هذه الأرض قبل الافِ الأعوام قد أنبتت شجراً طيباً على متنها!