من مجتمع كانت تشيع فيه المنكرات من الأقوال و الأفعال وكانت الأخلاق السائدة بين الأفراد سيئة وعندما تبحث عن الأخلاق الحسنة والخصال الحميدة تكاد تكون معدومة ومندثرة إلى أن أرسل الله خاتم الرسل بدين الإسلام فنهى عن كل قبيح و دعم كل حسن وكان ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" مؤكدا على وجود الأخلاق الحسنة في ذلك المجتمع و أيضا أنه مامن نهضة لمجتمع ما والمجتمع الإسلامي بشكل خاص ما لم تعزز لديها المبادئ العالية والقيم السامية والأخلاق الحسنة وجعل أفراد المجتمع يتطلع إلى أن يكتسب ماهو حسن وجميل إنطلاقا من مرجعيته الدينية واقتداء بخاتم النبين.
وكلنا يدرك بأن قيمة الإنسان تحدد من قبل الأشياء التي يكتسبها و تضل دائمه معه فالبعض من الناس يغتر بكثرة ماله الذي اكتسبه ولم يعلم أنه لا يضل دوما معه فقد يخسره في أي لحظة :
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ
حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَب.
أو يباهي بشبابه الذي يذهب وبجماله الذي يذبل و بقوته التي تخور :
ذهب الشباب فما له من عودة
وأتى المشيب فأين منه المهرب.
أو يتفاخر بنسبه الذي ليس له أي قرار في اختياره أو تحديد لون بشرته :
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ.
فكما قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه في الأبيات السابقة أن تباهي المرء بأشياء ليست من صنعه ولا من فعله مصيرها للزوال لذلك يتمسك المرء بقيمة الإنسان الحقيقة وهي المتمثلة في منظومة المبادئ والأخلاق التي يتحلى ويتمسك بها لأنها هي الدائمة بممارستك لها في حياتك وتذكر الناس لها بعد وفاتك لذلك يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي :
ما قيمة الناس الا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب و الرتب.
والآن وفي وقتنا الحالي في ظل مايشهده المجتمع من انفتاح على ثقافات المجتمعات الخارجية بالاتصال المباشر كالسفر لبلدانهم أو قدومهم لبلدنا لأي سبب كان أو غير المباشر من خلال الاعلام الكلاسيكي أو الحديث أصبح من الواجب على كل واحد منا الاعتزاز بهويته الإسلامية والسعودية و إبرازها وعدم الانسلاخ عن الأخلاق الحسنة أو التخلي عن القيم و المبادئ السامية تحت أي سبب كان.
وللأسف أن يكون هناك بعض الجهات والمراكز التي تنتهج بعض الممارسات الخاطئة والمستفزة في إبراز لشخصيات لم يعرف عنها إلا السلوكيات الخاطئة و التصرفات المستفزة وجعلها نموذجا للشاب المسلم السعودي أو الشابة المسلمة السعودية في حين أننا لسنا كذلك وبعيدين كل البعد عن ذلك فما عرفنا شبابنا إلا بتفوقهم في ميادين العلم بصوره المختلفة وقيادة القطاعات والجهات الحكومية للتفوق والإتقان وإنجازاتهم في المحافل المحلية والدولية فإذا أردت نهضة للجيل القادم فاضرب بهؤلاء الأمثال.
التعليقات 1
1 pings
الهنوف
30/04/2021 في 2:08 ص[3] رابط التعليق
من أجمل المقالات التي قرأتها شكراً للكاتب عبدالإله القرني على الكلمات الرائعة والراقية
(0)
(0)