يشهد العالم اتّساعاً عظيماً في مجالات متعددة، وأصبح العالم أكثر تطوّراً وأسرع نمواً، وأنَّ العلاقات بين البشر تطوَّرت كثيراً في العقد الأخير لا سيّما في مجالات التّواصل المرئيّ والمسموع، ولم تعد وسائل الاتّصال مُقتصرةً على الفرد؛ بل تجاوزته لتشمل الأسرة كُلّها؛ صَغيرها وكبيرها، فقرّبت المسافات الجغرافيّة، وحصرت العالم ضمن نطاق صغير، وبات ما كان نظنه خيالاً في الماضي حقيقة ملموسة، واستطاعت التكنولوجيا تحقيقه بسهولةٍ ويسرٍ شديدين؛ وبسبب الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت أصبح بإمكان أي فرد أن يقوم بنقل معلومة مُعيّنة إلى الجهة الأُخرى من الكرة الأرضيّة في غضون ثوانٍ مَعدودة، أو دقائق على أبعد تقدير، ويعود السّبب لوجود العديد من البرمجيّات الهامّة التي سَهّلت علينا عمليّة تناقل المَعلومات. حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعيّ المتعددة الأنواع والأشكال ينظر إليها على أنها مخرج حضاريّ قدمته العقول العملاقة المبدعة، عبر (التكنولوجيا) الذكية
انعكاسات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال:
ومن الجدير ذكره أن الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال يستدعي القلق حيث تؤدّي مُتابعة الأطفال للمشاهد العنيفة على شاشات التلفاز إلى:
زرع الخوف في نفوسهم، فهي تجترّهم إلى المشاكل السلوكيّة كالعدوانيّة، واضطرابات النوم، ويميل الشباب والمراهقون الذين يستخدمون ألعاب الفيديو والإنترنت العنيفة في تصرّفاتهم إلى العدوانية أكثر، كما تحفّز مشاهد تعاطي السجائر، والكحول، والمُخدّرات المراهقين إلى تجربتها واعتبارها أمراً مقبولاً.
التفكك الأسري: حيث تؤثر تلك الوسائل سلباً على مستوى متانة التماسك الأسري، وزيادة الرغبة بالعزلة والانطواء وتحولت من وظيفة الاتصال إلى الانفصال (الشهري، 1433ه).
مدخلاً للفساد: كون تلك الوسائل عبارة عن مجتمع مفتوح أمام جميع الفئات العمرية ومختلف الديانات فأصبحت مدخلاً لنشر ثقافة الانحلال الخلقي والفساد؛ وباباً للتخطيط للجريمة والتعصب والتطرف الديني (ناصف، 2007).
المكاشفة: وتعني الكشف عن أسرار الحياة الشخصية والأسرية، وتفاصيل سير الحياة في الأسرة (ردمان، 1425ه).
الحالة الصحية: يؤدي سوء الاستخدام والإدمان على تلك الوسائل إلى الإصابة لاحقاً بأمراض نفسية وجسدية للمستخدمين والتعطل الفكري
بات واضحاً أن وسائل التواصل الاجتماعي، هي منجزات حضارية عظيمة، والإنسان وحده الذي يملك طريقة الاستفادة منها، أو سبل تَوَقي خطرها من عدمه، وباتت جزءاً لا يتجزأ من مجريات حياتنا، حيث تؤثر على الناس بدرجات متفاوتة، وفقا لظروفهم التي يعيشونها، والسمات الشخصية لديهم، وأن الاستخدام المفرط لها غير صحي كما هو الحال مع بقية مغريات العصر الحديث ولا يُنصح به. لكن في الوقت نفسه سيكون من الخطأ القول إن وسائل التواصل الاجتماعي سيئة بشكل عام، لأنه من الواضح أنها قد تحقق فوائد لا تُحصى في حياتنا، وهنا لا بدَّ من تظافر الجهود وتكاملها، نصحاً وإرشاداً ومتابعة، حيث توصف كونها سلاح ذو حدين يجب استخدامها والتعامل معها بحذر كبير.