وتجملي بالصبر راحات الندى
فالنور لا يأتي بغير ظلامِ
جودي على معدودم وتذكري
طلب السلامة خلف كل سلامِ
ولذا يناط الفكر عبر مدارك
فاستدركي ما فات من أحلامي
وبدت تغرد للحياة كحرة
وبدى يطيب العمر للأيامِ
لأظل مرهونا بأسوأ ما مضى
مثل السجين بساحة الإعدام
سكت الكلام بملء فيه تعطلا
واصم مني الاذن وسط زحام
والناس ما بيني وبين سماعها
فتحولت لغة العيون فهامي
فالصمت في لغة العيون بلاغة
ترجمتها الإحساس من صمامي
فوقفت أرسل بالتبادل نظرة
غلبت نهار الصوم ليل قيامي
رمت الفؤاد بلحظها من دمعة
سهم الحزينة جارح الإيلامِ
نفذت بأعمق ما يكون وصوله
بعدا توغل في انصباب هيامي
احسستها بالنفس غربة محرق
شربت لواعجها عليل حِمامي
فعجبت هول حكاية قد أيقظت
فكري الرقيم وفتية الأقلام
لكنها لم تدر عجز سفينة
تجري ببحر العصر كالأعلام
هو ذاك موقفها الدعي مقالة
قد بعثرت لغتي بكل مقامِ
ولسان حالي بالحقيقة قائل
ما الغمد قيمته بدون حسامِ
فلتعذري عجزي وحيلة موقفي
قالت ويصدأ دون غمد حامي
لك منك معتذري بعينك ماطري
هل يستوي زرعي بغير غمامِ !؟