ظل على تلك الحالة؛ فكلما أشرقتِ الشمس يذهب إلى الحقل ويضع رجليه في مجرى الماء المتجه نحو الجداول للسّقيا ثم يتجه إلى ثمار البطيخ يشمها كما يشم أبٌ خدودَ صغيرِه من الحب، يأسره لون الأرض، يُقْبل بمنخريه إلى أصول الشجر ليستروح عبق الأرض والجذور، يجوع ولاتدخل الفاكهة الحلوة جوفه، الذين يرونه يتأسفون على هذا الكهل الذي اشتعل رأسه شيبا وهو على هذا الوضع يقلّب الأوراق ودموعه تهمي على الحبّات اليانعة، قيل له يوما وقت الشروق : ارحم هذا العمر، صوّبَ بصره إليهم وهو يتحسس دمعة تترقرق من عينيه بحزن ولم يجب، اكتفى بالنظر إلى ثمار حقله التي تصطفُّ أشبه بعرائس في ليلة فرح ثم ذهب يقبِّلها واحدة واحدة ، عرضوا عليه أن يبيعها ليتخلص من الوجَع والدموع فرفض في إباء، احتاروا في أمره، ماذا دهى هذا القروي ليبكي على الشجر وعلى البطيخ ؟ تركوه وشأنه، عجزوا عن فهم أسراره، في اليوم الذي حصد فيه أصحاب الحقول المزارع جاءوا إليه والماء ينساب برائحة الثمار، وجدوا الفاكهة تسبح في الماء، لم يكن في مكانه المعتاد، لم يعثروا على آثار قدميه اللتين كان يغسلهما في المجرى، ذهبوا إلى آخر الحقل وقد امتلأ بالاخضرار، وجدوه يحتضن البطيخ وظهره ورأسه على التراب، ظنوه نائما، أرادوا تحريكه فلم يستجب، تناثرت الثمار وبقي هو جامدا، جمعوها وألقوا بها في الساقية لتتبع البقية، فعلوا كما كان يفعل، اقتربوا من الجذور يشمون شذى الأرض، وضعوا أقدامهم في مجرى الماء ليغسلوها كما كان يفعل، اختلط ماء العيون بماء الساقية.
- 25/11/2024 مجلس الوزراء يعقد غدًا الثلاثاء جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة للسنة المالية 1446 / 1447هـ (2025م)
- 25/11/2024 انطلاق أعمال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض
- 25/11/2024 الشؤون الإسلامية في جازان تقيم مناشط دعوية مصاحبة لشتاء جازان ٢٠٢٥ م
- 25/11/2024 سلسلة من الكلمات الدعوية بمركز الدعوة بمحافظة الطوال
- 25/11/2024 الشؤون الإسلامية تتيح فرص تطوعية لتفعيل الأيام العالمية
- 25/11/2024 صندوق تنمية الموارد البشرية يعقد “لقاءات جازان 2024” في ديسمبر المقبل
- 25/11/2024 أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري
- 25/11/2024 البيئة” ترصد هطول أمطار في سبعة مناطق والباحة تسجّل أعلى كمية بـ (82.2) ملم في بلجرشي
- 25/11/2024 السلبية تخيّم على مواجهة الرياض والاتفاق
- 25/11/2024 ضمك يتغلب على الخلود بثنائية
المقالات > رائحة البطيخ
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/46296/