في ليلة من الليالي...
وعند ذهابي للخلود إلى النوم ، وضعت رأسي على وسادتي و أغمضت عيني فإذ بروحي تتسلل من جسدي إلى الخارج
باتت تجول الطرقات ، وتقفز على أسوار تلك المنازل وتتنصت إلى أحاديث الأشخاص.
روح تحلق في السماء تبحث عن مكان تجد به الراحة...
عندما أرادت أن تطير في السماء بجناحيها ، إذ بالسماء تتراقص مع المطر وكأن هناك شيئا يجبر روحي على إكمال المسير بالطرقات ...
اتجهت روحي إلى مكان لم تقم بزيارته منذ مدة ..
مكان مهجور من أصوات البشر.. لا يسكنه إلا الغبار والجدران وبعض الشبابيك المهترئة.
عند دخولها استقبلتها الذكريات بكل حب وانهمكت في سرد القصص التي عاشتها منذ سَكَنِها المكان وحتى وقت رحيلها.
أخبرتها الجدران عن شوقها لسماع خطواتها وضحكاتها مجدداً ، فإذا بالشبابيك تهتز شوقاً لملامسة يديها وانطلقت روحي نحوها...
ياااه كم اشتقت لتلك اللحظات..
سألتهم هل بإمكاني أن أعود ؟ كما عاهدوني بالسابق ؟ يا إلهي هل أستطيع ؟
لكن الذكريات نظرت إلي وسألتني :
إن عادت اللحظات..هل سيعود من عاشها معي؟!
وقفت في حيرة أبحث عن إجابة
لهذا التساؤل؛ لأنني حقاً لا أعلم..
حقاً لا أعلم .! وكأنّ الإجابة مكتوب بين تشققات الجدران وخلف تلك الشبابيك
لكنني لا أريد أن أراها...ومازلت لا أريد أن أراها ، وأغمض عيني حينما تحاول الأيام أن أراها .
قبل مغادرتي
أخبرتهم..
أنني لا أرى ما يريدون أن أراه ، وسأبقى مصرة على عدم تقبلي للبعد وإن كان هناك سبب.
أخبرتهم ..
حتى لو طال الانتظار ستعود أرواحًا أحببتها ، فقلبي إنْ أحب فالمسافات تختفي وتتساوى.
نعم..
المسافات ليست عائقا طالما القلب متعلق بالروح حتى وإن ابتعد الجسد .
أخبرتهم ..
أنني سأعود في حين آخر _ إن بقيت على قيد الحياة _ سأفي بوعدي هذا يوماً ما
وإلا ..
ستبقى روحي تجول الطرقات .