رحلتَ عن الدنيا وذا القلبُ واجعُ
وذا الدهر وعّاظٌ وذا الموتُ رادعُ
ستذكرك الأرواحُ ما دام نبضُها
يرجّي حياةً حيث هلّتْ رواجعُ
أبا باسمٍ والنورُ كنتَ بجمْعِنا
وكنت لنا ظلا سَناهُ الروائعُ
وكنت هنا وردا وعطرا وبهجةً
َوشهما ومقداما وبالحب نابعُ
وكنت حنانا تسكب الجودَ للورَى
وكنت شجاعا إنْ تبدّتْ قوارعُ
ففقدُكٌ أبكانا وأبكى قلوبنا
وسالتْ بنار الفقد فينا المدامعُ
ألا فاصبري فالصبرُ يا أم باسمٍ
بهِ الخيرُ والأجرُ الكثيرُ المنافع ُ
وكلُّ تعازينا لرعْدٍ وخالدٍ
وفهدٍ وبرّاقٍ وباسِمِ جامع ُ
فنحن على كفّ الرّدَى من فواجعٍ
ومَن ذا الذي لا تعتريهِ الفواجع ُ!
فما أصعبَ العمرَ الذي ظلّ يرتجي
سرابا من التسويفِ والقبرُ قاطعُ!
فلن تسعدَ الآمالُ حينا من الرضى
إذا المرءُ ممّا ساءهُ الدهرُ جازعُ
إلى اللهِ نشكو حزننا وافتقادنا
ونرضى من الدنيا بما اللهُ صانعُ