في يوم من ايّام الله الخالدة التي تُظهر الروابط الأسرية بين أفراد المجتمع في التعاون على الخير ودحر الشر في زمن لم يكن للدفاع المدني وجود في القرى البعيدة ،الاّ المجهود الذاتي بين أفراد المجتمع اليوم نأخذكم في وصف لهذا التعاون اثناء حريق عشة العجوز عيش الساكنة في طرف القرية يروي هذه القصة ومشاهداتها الأولية منذ اندلاعها ولد محمد جبريل . ناصر باللهجة العامعيه
يقول ناصر برهت اليوم الجمعة ارِدْ الوادي بالزفه حقنا ، وصلت الوادي عند البراح وأعطيته شَرِيّة وملاّلي الجرار ، وانامروح البيت مجنب بجنب عشة العجوز عيش رأيت ثاَعن خارج من عشة العجوز أتْهَاوَل من فوق الزّرْب اشوف العجوز عيش معاها شاطرة تعبي الصّحفة وترشرش بها على ساس العشة مكان الحريقة شَوّرتْ واليها وعندما شافتني قالت غِيرْ عليه يمْك عشتي شتحرق عاونِي، تقوم تِخَرِط معايه الزفّه حقي ونُصبْ في الصحفة ماء ونرش على النار والنار قديها طالعة برِيمْ العشة تِعَوِد العجوز تطق بهاذك الغطروف القاحي سِمعوها جيرانها وَيَغِر جارها حاول يطفي معانا النار لكن النار طلعت وانا أغير وادخل داخل العشة وأسَحِب الشباري حقها في القبل وادخل وألَفْلفْ معاها زنابيل و مَصَال وأخرجها برا وارجع داخل العشه واشل سحّارة معاها حمراء مِهِى مقفله والعجوز تراني خارجبها تِهْبِشْها من يديّه وتفتحها معاها علبه تجلجل مليانه فلوس عربي وسلطاني وتحطها تحت ابطها معد فكتها ، جارها يروح بيته يأخذ البندق حقه ويُطْلِق باربعة معابر ويتسامعون الناس ويغيرون ويصيح الصايح على أهل القرية ، ان كل واحد يحَملْ زفته ويروح الوادي يمليها ماء ويجي بها نطفي بها الحريقة .
واقبلوا الناس رجال وحريم وكثرة الغطارف وتحمَسْ الشباب والشيبان ،وكان في الوادي غلغول يسيل قالوا عبوا من الغلغول وبسرعة فكانت الزِفَاف متواصلة من الوادي حتى العشة وبعدين طلعوا الشباب بعضهم فوق العشة وبعضهم حَفَشوا الزرب علشان مَتِلْحَقْ بُه النار وتروح لبيوت الجيران ، في هذه الحَزّه شفت عبده بِرْ محسن طلع حتى وصل بجنب القرعينة شاشْ من الغطاريف وأخذته الحميه وتحته على بر حسن يناوله الجره وينكتها من فوق على الغَشوْ قبل متصل النار عليه وإبراهيم فتحي يناولهم من تحت ، امتلت الدارة رجال وحريم وشباب كانت الزِفَاف اكثر من ثلاثين زفة محملة على الحمير من خلف إلْي ميجيه من الوادي ،منظر رهيب العشة من كثر الماء عليها ناعت وانهجلت وعبده بر حسن عليها طاح من فوق العشه حط في بطن العشة من الداخل وغِشِي عليه يغيرون عليه وسط العشة كلها ثاعن ونار ولكن كان فيه رجال مايخافون دخلوا وشَلْوه برّا وقربوا قعاده وحطوه عليها ويروحوا به الى البيت عند اهله ونقلوه على الشْبري حقهم وهو يتْلَوّح من الضُر ، أشارْ واحد شيبه عليهم قلهم هبولنا حجران صغار وحطوها على النار بعدين حطوها في خرق مبلله وحطوها تحت ظهره علشان تخفف الألم بس الرجل مقدر يتواطى على الشبري عودوا قربوا جمل وربّطوا شبري على ألخِي وشلوا عبده بر حسن وحطوه على الشبري وراحوا به القرية ودوروا سيارة شَيرُحُون به جيزان المستشفى ، انا رجعت عند العجوز عيش آجي عليها قاعده على سحّارتها عندها العجوز عَلِيه تقول لها كيف حرقت عشتتك قالت قمت اجِش لي بخش حطيته في المِرَكب ونشَشقْت فيه وزَليت العشه ابغ لُقّامة لجبنتي إجيت الاّ المركب قد توارى زّغَره الهواء واللهبه لحقت بساس العشة وهذا الي سار ، بعدين قاموا الرجال شلوا شباريها وراحوا بها عند جارتها معاها عشة صغيرة حطوها فيها ومعاها سبع ضان شلها جارها وحطها مع ضانه ،أنا سقت حماري عليها الزفه ابغ امليها من عند البراح أروِح بها البيت قبل صلاة الجمعة ، نِتْغَسّل منها ونصابي انا وبويه الجامع نصلي جمعة ، بعدين روحنا وتغدينا ونشرنا البلاد نِعَلفْ للهوش ، وفي الليل سمعنا الصايح يصيح يقول ياأهل القرية الرجال يجاوبوا الشيخ ، سرى أبويه عند الشيخ أجا على أهل القرية مجتمعين عنده قالهم بكره ناس تبره تِجَرد جريد وناس يجبون دَوْم وناس يجبون ثُمام واجليل نبغ نبني عشه للعجوز عيش مقطوعة ممعاها أحد ، قالوا كلهم ابشر كلنا عَونَها ، وبرهوا كلهم وبعد خمسة ايّام إلاّ عشتها جاهزه ، للرِبادة والطليس ، يتسامعون الحريم ويروحون يساعدنها بكل شيء حتى أصبحت جاهزة من الداخل ، بعدين ساعدوها في نقل شباريها وأوانِيها ويُفَككون لها ضانها من عند جارها ويربطونها في زرْبتْها والحمدلله رجع كل شيء زي اول واحسن وهكذا كان المجتمع في زمن الطيبين كان يسوده الأُلفه والمحبة والتعاون وحب الخير للجميع .
تفسير لبعض الكلمات الغامضة
أرِد : اذهب لمليء الجرار ماء
الثاعِنْ: الدخان المتصاعد
مَصال : تشبه السجادة مصنوعة من الخصف
سحّارة : صندوق خشبي لحفظ المقتنيات
الزفّه : جرتان من الفخار
الغلغول : ماء جريانه ضعيف في الوادي
حفشوا : أزالوا
شَرية : قليل من حب الذرة في زنبيل صغير
البَرِيم : هو الجزء الذي يلي وزرة العشة وهو من الحشائش التي تستخدم في تلبيس العشه من الخارج
شاشْ : انتشى من هول الغطاريف والصياح
الغشو : وهو مايغْشَى العشة من الخارج بواسطة القش
غِشِي عليه : فقد الوعي
القَعادة والشِبْري : سرير مصنوع من خشب الأثل او السدر وحبال من خصف الدوم
الخِي : هو سرج الجمل
تِجَرد : مأخوذ من الجريد من الأشجار