إن المتابع الجيد لحركة العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية ليدرك تماماً جميل ماقدمت من خدمات، وحققت من إنجازات في شق طريق تحقيق الرؤية التنموية الرشيدة 2030.
سلسلة تكاملية من جهود شبابية وأخرى نسائية، أظهرت بكل إقتدار قوة السواعد في العطاء وعظمة إرادة الشباب .
أعمال جليلة رأيناها وفعاليات تطوعية شاهدناها. إنها لم تقتصر على جانبٍ فحسب ! بل شملت أغلب جوانب الحياة إن لم تكن كلها.
فما أجلّ الأعمال وماأعظم الشباب ويا لله ياروعة الإنسان في محافل العطاء !
أفلا يكفي المتطوع فخراً ياسادة، أن جهده جهدٌ بلا منه، وعطاءٌ بلا مقابل!
إنه كفة ميزان لاتحمل الا الخير في كل نطاقات الحياة.فبوركت أيدي العطاء وبوركت خطى النماء وبورك المتطوعون على حدٍ سواء.
وحيث أن الكمال عزيز، والنقص في النفس البشرية جبلة. فلن يحوز العبد الكمال إلا بيد الإحسان الإلهية الممتدة إليه . ولعل بعض مانراه في مجتمعات العمل التطوعي يثبت ذلك. إذ ينافي حقيقة الخلق ويصادم إستيعابية العقل.
إذ كيف يصبح العمل التطوعي الذي هو في الحقيقة (عملٌ خيري) بابٌ للإستهانة بمعصية أو طريق ممهد لإقتراف الخطيئة والتساهل في الذنب .
"فمن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم"
إنه ليكفى المتطوع شرفاً أن كان ضمن نخبة مصطفاه ذكرها الله في كتابه. ثم ثنى لها بشكره وثلث لها بكمال علمه.
وكيف لا يثني الله على هذه الفئة. وهي فئة بناء وأرواح عطاء تسعى لصناعة المبدعين واكتشاف القادة وتبني المهارات واحتواء الطاقات. وكل تلك أبواب خير تصب في تنمية الإنسان وهل من الأعمال من ذلك خير!
بل زد على ذلك وقل : أنها بيئة استثمارية وطريق نجاة يقود المتطوع ومن تحت قيادته لسبل السلام وهل فينا من يسعى الى غير ذلك!
ولكن :
يبقى السؤال الأهم والوقفة اللازمة والحقيقة الجازمة هي سنام الأمر وعمود التطوع في بيئة الجنس الناعم جنس النساء.
فهل للعمل التطوعي النسائي ضوابط أم أنه ثوبٌ فضفاض يتسع الجميع بلا شروط أو قيود؟
ليأتي الجواب : هو فضفاض يتسع الجميع ويشمل الجميع بلاقيود ولا شروط.
فمن وجدت اليه سبيلا فلتسلكه ومن تاقت نفسها للعطاء وصناعة النماء فلا تتردد في طرق أبوابه .
ولكن قبل أن تدلف إليه. على المتطوعة تحديد أهدافها ثم تعمل على خطوط تربوية لايمكن تجاوزها بأي حال وعلى أي حال.
وأقصد بذلك الحفاظ على الحجاب الشرعي قبل كل شئ.
إذ أن بعض مانراه في بيئات المجتمع التطوعي من تهاون في الحجاب وإظهار زينة اليدين وغيرها والتساهل فيه. ينافي خيرية العمل وكمال التطوع.
إذ كيف تؤتى معصية في فريضة والداعي إليها أمر مستحب!
ولايخفى على ذات الأدب الكريمة المعطاءة. أن القاعدة الفقهية تنص على أن : درء المفسدة مقدمٌ على جلب المصلحة.
يا أيتها المتطوعة :
نفسك عليك أهم . ولن يسألك الله عن غيرك بل سيسألك الله عنك عنك.
فأي خير هذا الذي تقدمين وقد خدش في جدار الحياء ماخدش. لاتظنينه أمراً عادياً، فإنما هي خطوات. والخطوة الأولى مضمار الخطوة الثانية.
إن العمل التطوعي في مجتمعنا هو في بداية ولادته وطور نشأته والمتابع للوسط التطوعي وأخص الوسط النسائي يرى تهاوناً شديداً في إبراز المفاتن والمحاسن والعمد الى تصويرها والنشر عبر الحسابات ومواقع التواصل وهذا والله يؤلم أشد الآلم.
إذ أي شيئ تجنيه تلك الفتاة متطوعة أو غيرها، وقد إستمتع المتردية و النطيحة بشئ من محاسنها التي تناقلها المغردون في وسائل التواصل بكل إستحسانٍ منها.
فهل هذا من التطوع في شئ؟!
ياسادة :
إن العمل التطوعي أصفى وأنقى من هذه الثانويات التي أفسدت العمل وأصابت الأعين بالقذى.
ياقائدات العمل التطوعي :
أنتن معقل الآمال في الحد من هذه الظواهر وعليكن تقع مسؤوليات عظام في النصح والإرشاد.
فأنتن في مراكز القيادة بمثابة الراعي للرعية والعبد المسؤول عمن تحت يده، وإن القيادة في كل مجال هي تكليف قبل أن تكون تشريف فاستثمري هؤلاء الفتيات وكوني لهن القائدة الأمينة .
وما كتبت هذا صادقةً فيه وما دعوت كريم جنابك إليه، إلا وقد عملت في العمل التطوعي ومصاحبة الفتيات سنوات عدة والله مارأينا منهن الا سماع الرأي وقبول النصح والعمل بما نرشد. حتى وان خالفناهن الرأي ردوا علينا بخُلقٍ جمٍ وأدب.
( متطوعاتنا ) رائعات.. معطاءات وهذا مااثبتته البيئة التطوعية والمجتمع التطوعي في بلاد الحرمين.
فلا تبخلوا على القلوب المعطاءة بكلمة حب تملؤها الشفقة وتدثرها الحكمة.
ختاماً نتفق جميعاً على :
أن العمل التطوعي حياة، والميدان التطوعي ميدان الإنسانية الحقه،
ومضة :
أيها المتطوع، أيتها المتطوعة : كونوا في صفقاتكم التطوعية كالتجار في صفقاتهم المالية؛ قننوا الخطوات جيداً.
التعليقات 1
1 pings
حليمه عبد الرحمن
28/11/2019 في 2:21 ص[3] رابط التعليق
الله يسعدك ويكتب اجرك استاذة شريفه
نسأل الله ان يعود المقال بالنفع علينا وعلى بناتنا الله يصلحنا ويصلحهم و يهدينا واياهم الى افضل الاعمال و اقومها
بارك الله فيك ونفع بك
(0)
(0)