فتحتِ الصندوق الخشبي الأحمر، فاحتْ منه رائحةٌ قديمة، أخرجتْ قطعة قماش ،نظرتُ إليها ثم تنهدتُ تنهيدةً بعمْر قطعةِ القماش، قالتْ : هل تتذكر هذه؟ تذكرتُ أن بائع البزِّ وهو يدور في الأزقة مرَّ علينا، عندما أراد أن يقف ليبيع منا وقع حماره على الأرض من الإرهاق، ساعدناه بحمل قطع القماش ووضعها على طاولة خشبية ، عندما رأينا أن الحمار قد شعر بالراحة قدناه نحو مربط الحمير عندنا، أقبل الجيران نحونا للشراء، باع كل ماعنده من القماش، بقيتْ قطعةٌ زرقاء لاتناسب الفتيات الصغار، أعطانا إياها مجانا، وضعنا القطعة في الصندوق، غادرنا البائع ولايزال الصندوق مفتوحا ، نظرتُ بتأمل للخرقة الزرقاء، قلت لها يا.... هذه تناسب نساء الستين، ضحكتْ بأسنان كالبرَد وهي تجيب: سألبسها في الستين، قلتُ لها بعد عمر طويل ياغاليتي، بعد كل هذا العمر أخرجتْها ولايزال شذى الماضي فيها، قالت : ومن سيخيطها الآن؟ قلتَُ لاتقلقي، لايزال هناك من يحمل الماضي على كفِّ الحاضر، مضى يومان، كان الثوب جاهزا، ظهرتْ رائعة وهي في الستين، احتفلنا به، عدتُ لأفتح الصندوق كي أستروح الذكريات، جلسنا على السرير، أحاطتني بيدها، ظللتُ أسرد عليها الأحداث، شعرتُ بحرارة دموعها وهي تسقط على يدي، أخفيتُ الصندوق كي لاتزيد من البكاء، طلبتُ منها أن نكتفي بدموع الثوب ، مسحتْ دموعها وأنا أقرأ في خيوط ثوبها تفاصيل العمر معها.
- 11/04/2025 الوحدة يتغلب على ضمك بهدف دون مقابل
- 11/04/2025 الاتحاد يفوز على العروبة بثنائية ويعزز صدارته للدوري
- 09/04/2025 السعودية تعلن اكتشاف ثمانيةحقول للنفط والغاز
- 09/04/2025 بدء سريان نظام التصرفات العقارية الجديد غدًا وتوسيع نطاق الإعفاءات
- 09/04/2025 حرس الحدود بالمنطقة الشرقية ينقذ مواطنًا من الغرق أثناء ممارسة السباحة
- 09/04/2025 انطلاق ملتقى الأمن والسلامة والمرافق 2025 بمحافظة جدة
- 09/04/2025 أمين عام غرفة جازان: تتويج الغرفة بجائزة التميز المؤسسي ثمرة سنوات من التحديات والتطوير
- 09/04/2025 أمير نجران يستعرض التقرير السنوي لجمعية العناية بالمساجد “إعمار”
- 09/04/2025 محافظ المويه يستقبل المدير العام للتعليم بالطائف
- 09/04/2025 محافظ صامطة الدكتور خفير بن زارع العمري يكرم الموظف المتميز لشهر مارس 2025 محمد مزيد قيسي
المقالات > الثوب
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/52514/