ذكَّرتُها بالحبِّ عندَ صِبانا
فتبسمتْ .. ورمتْ ليَ الريحانا
وتنهدتْ والحبُ يسكنُ صدرَها
تشكو الزمانَ و تسكبُ الأشجانا
قالتْ وبينَ حديثِها فاضَ الهوىٰ
ما أعذبَ الحبَ الذي أبكانا !
عهدٌ تصرَّمَ واختفىٰ بنعيمهِ
كالحُلْمِ .. مرَّ يعطرُ الأزمانا
ذاكَ الذي طابتْ به أحلامُنا
وتجمَّلتْ مـن نـورهِ دُنيانا
وتناثرت مـن ثغره آمالنا
أطيارَ آمالٍ تفيضُ أمانا
ما أقصرَ الدنيا .. تمرُّ سريعةً
ساعاتُها .. في لحظةٍ تَتَدانىٰ
وكأنما هيَ لوحةٌ بعيوننا
رسامُها قد أتقنَ الألوانا
فبدتْ .. كبستانٍ تناغمَ زهرُهُ
يسقي العيونَ محبةً وحنانا
طابَ الحديثُ بثغرها وصفا لنا
عذبُ الكلامِ .. فأطربَ الآذانا
يا ذكرياتِ الحبِّ في عهدِ الصِبا
والشوقُ من فرْطِ الهوىٰ أضنانا
والأمنياتُ تناثرتْ في دربنا
لكنَّها .. سـارتْ بعكسِ خُطانا
يا ذكرياتِ الحب مهلاً .. ما علىٰ
هذي البسيطةِ عاشقٌ ما عانىٰ!