أستاذ الامراض الباطنة والتشخيص الاكلينيكي والمعملي
اكتسب مفهوم “الصحة الواحدة” خلال السنوات الماضية قبولاً وانتشارا واسعاً في الأوساط العلمية والأكاديمية على المستوي المحلي والإقليمي والدولي على السواء، كما اجتذب انتباه صناع القرار والسياسيين والجمعيات العلمية والاجتماعية على السواء. أما المنظمات العالمية مثل OIE والمنظمات التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي فقد تبنوا جميعاً مقاربة لتطبيق مفهوم "الصحة الواحدة" من خلال جهود التعاون المشتركة لمكافحة مرض إنفلونزا الطيور الذي ينتقل للإنسان مع قدره هذا المرض على التحول إلى وباء عالمي مع غيره من الأمراض حيوانية المنشأ على المستويين المحلي والعالمي.
ويعرف نهج الصحة الواحدة من منظمه الصحة العالمية على انه "تصميم وتنفيذ البرامج والسياسات والتشريعات والبحوث التي تتواصل فيها قطاعات متعددة وتعمل معاً من أجل تحقيق نتائج أفضل في مجال الصحة العامة". وتشتمل مجالات العمل التي يتعلق بها بشكل خاص نهج "الصحة الواحدة" على سلامة الأغذية ومكافحة الأمراض المشتركة الحيوانية المنشأ (الأمراض التي يمكن أن تنتقل فيما بين الحيوان والإنسان، مثل الانفلونزا ومتلازمه الشرق الاوسط التنفسية-كورونا و داء الكلب والأنفلونزا وحمى الوادي المتصدع وغيرها من الامراض المشتركة)، ومكافحة ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية (عندما تتحور البكتيريا بعد تعرضها للمضادات الحيوية وتزداد صعوبة معالجتها) التي اصبحت تشكل معضلة كبيره تتفاقم كل يوم علي صحة الانسان علي مستوي العالم وخصوصا في منطقتنا العربية.
إن الكثير من الميكروبات ذاتها تصيب عدواها الإنسان والحيوان على حد سواء، ولا يمكن أن تؤدي الجهود المبذولة من جانب قطاع واحد بمفرده إلى الحيلولة دون حدوث المشكلة أو التخلص منها او الحد من خطورتها. فلا يتسنى، على سبيل المثال، الوقاية بفعالية من داء الكلب لدى الإنسان إلا عن طريق استهداف المصدر الحيواني للفيروس المسبب للمرض (عن طريق تطعيم الكلاب على سبيل المثال) ولا يمكن السيطرة علي اصابه الانسان بمرض البروسيلا سوي بالسيطرة علي المرض في الحيوان بالتطعيم والتخلص من الحيوانات المصابة ولا يمكن السيطرة علي مرض متلازمه الشرق الاوسط التنفسية-كورونا سوي "بتحديد وتأكيد" دور الابل في نقل المرض وتحصين الابل ضد هذا المرض الخطير الذي يهدد حياه الانسان.
تساهم الأمراض الحيوانية المصدر بأكثر من %60 من الأمراض الـمُعْدية المعروفة، وبـ %75 من الأمراض الـمُعْدية المستجدة. على مدى السنوات الثلاثين الماضية، ظهرت عوامل وأمراض معدية جديدة تصيب البشر بمعدل يزيد على واحد في السنة. خمسة وسبعون في المائة كانت من الأمراض الحيوانية المنشأ وبعضها على سبيل المثال متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (السارس)، وأنفلونزا الطيور وفيروس نيباه -إلى جانب التسبب في إصابة الإنسان والوفيات بين المصابين، وكان لها آثار مدمرة على السكان والاقتصاد ونظم الحياة في منطقة غرب المحيط الهادئ ومنطقة جنوب شرق آسيا علي سبيل المثال.
إن مفتاح اكتشاف ومكافحة ظهور أو عودة ظهور الأمراض الحيوانية المنشأ هو العمل المنسق من جانب قطاعي صحة الحيوان والانسان على وجه سواء، من الأهمية بمكان ضرورة الاكتشاف والتحكم في الأمراض الحيوانية المنشأ والناشئة في وقت مبكر لمنعها من إصابة البشر واحداث خسائر كبيره في الارواح والاقتصاد. تعتبر إجراءات الاتصال المحددة (كلا القطاعين) عند حدوث تفشي المرض أمرًا مهمًا أيضًا للإنذار المبكر والسيطرة على المرض بشكل أفضل. وبالتالي، فمن الأهمية بمكان إقامة علاقات تعاون جيدة بين قطاع الصحة الحيوانية والبشرية لضمان الإجراءات التآزرية، والاستغلال الرشيد للموارد المتاحة، وتحسين الكفاءة وتجنب ازدواجية العمل. "فلن تنصلح المنظومة الصحية سوي بالتكامل والمشاركة بين هذين القطاعين". ويعد هذا الوقت من وجهة نظري مثاليًا لإقامة تعاون مستدام بين القطاعات المختلفة ذات العلاقة للكشف المبكر عن الأمراض الناشئة والعائدة إلى الظهور وخصوصا حيوانية المنشأ منها وتشكيل فرق عمل من كلا القطاعين للحد والسيطرة على هذه الامراض.
في عام 2005، أنشأت منطقة غرب المحيط الهادئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية ومنطقة جنوب شرق آسيا ما يسمي APSED وأقرت بأنه "يجب أن يكون هناك تعاون وثيق متعدد القطاعات، لا سيما بين قطاعي الصحة والزراعة في كل مستوى" لمنع ومكافحة الأمراض الحيوانية المنشأ. وفي عام 2006، تم وضع خطة عمل لتنفيذ APSED، بما في ذلك إطار عمل يتكون من مرحلتين في إطار مكافحة الأمراض الحيوانية المنشأ.
تركز المرحلة الأولى من الإطار على تطوير آلية إقليمية بين المكاتب الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE).
تعد الآلية الإقليمية ضرورية لدعم البلدان والمناطق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي لا تزال تفتقر إلى آلية وظيفية لتبادل المعلومات والإنذار والاستجابة بين قطاعي الصحة الحيوانية والبشرية. تهدف المرحلة الثانية من إطار العمل المشترك إلى تطوير آلية تنسيق فعالة لصحة الحيوان والإنسان على المستوى المحلي (داخل كل دولة).
حفظ الله بلادنا من شر هذه الامراض وأعان الجميع على القيام بدوره الحيوي لحماية صحة الانسان من خطر الإصابة بالأمراض المشتركة وعلى حماية الحيوان من الإصابة أيضا بتلك الامراض
- 22/11/2024 القادسية يجرح شباك النصراويه
- 22/11/2024 جمعية البر تنظم زيارة إلى “منشآت” لتعزيز تمكين المستفيدات
- 22/11/2024 مدير عام التدريب التقني والمهني يفتتح فعاليات مسابقة”صُناع” لإنتاج الحرف اليدوية بجازان
- 22/11/2024 تبوك تحتضن منافسات بطولة المملكة للتايكوندو التأهيلية لأندية المجموعة الثانية للبراعم
- 22/11/2024 نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية
- 22/11/2024 آل موصلي وآل زهران وآل كيال وأقاربهم يستقبلون المعزين بوفاة فقيدتهم
- 22/11/2024 حرس الحدود بمنطقة جازان يحبط تهريب (150) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر
- 22/11/2024 مكافحة المخدرات تقبض على مقيمين بمنطقة الرياض لترويجهما (6.7) كيلوجرام من مادة (الشبو) المخدر
- 22/11/2024 وزارة السياحة خلال مشاركتها بمؤتمر المناخ تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- 22/11/2024 باص الحِرفي” في جازان: احتفالية فنية تعزز التراث وتلهم الأجيال
المقالات > نحو تعزيز مفهوم الصحة الواحدة
✍️ - أد. وائل محمد ابوالمكارم الديب
نحو تعزيز مفهوم الصحة الواحدة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/63531/