لفت نظري ونظرك عدد من القرارات والأنظمة التي تغيرت خلال العامين الأخيرين خاصة بعد الإعلام القوي من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن انطلاق رؤية المملكة 2030
بدءًا من قيادة المرأة للسيارة إلى آخرها استضافة معظم الفنانين والمشهورين العالميين سواءً في الغناء أو الرياضة أو المسرح وما أثير حول هذا الانفتاح العالمي من نقاش وأصبح حديث المجالس وجميع مواقع التواصل الاجتماعية العالمية ومنها التويتر والفيس بوك والواتس ..
أعتقد وهذا "رأيي الشخصي"
أن هناك سوء فهم لدى الكثير من المواطنين والمواطنات في الخلط ..
بينَ :
* حدود الشرع الإسلامي الذي فرضه الله في الأرض جميعًا وما يحفظ استمرار البشرية وترتيب وتنظيم أمور حياتهم وأنه لافرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ..
وبينَ :
* تشريع الأنظمة المسؤولة عن حفظ الأمن والنظام وتسهيل أمور المواطنين بما يعود عليهم وعلى الدولة بالفائدة من غير ضرر ولا ضرار..
وبينَ:
* بعض العادات والتقاليد التي فرضت بين القبايل عبر الوقت وأصبحت نافذة ومشرعة ..
والأهم هو خلطها مع ورقة #رؤية_السعودية_2030
والتي جاءت في الوقت والمكان المناسب جدًا رغم أنها تأخرت كثيرًا والتي من ضمن أهدافها هو إبراز مكانة المملكة عالميًا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإبراز المجتمع السعودي المنفتح على جميع الثقافات العالمية..
كما تبرز سلامة الفكر السعودي ومحبته للسلام كيف لا وهو الشخص الذي ينظر له العالم أنه الممثل الأول لدين الإسلام بسبب وجود الأماكن المقدسة لدينا في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومهد رسالة الإسلام من خاتم الرسل محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ..
هذه النقاط الثلاث التي كتبتها في بداية المقال :
"لا ولم ولن تتعارض مع الرؤية"
ولكن الرؤية أعطت لكل واحدٍ من هذه العناصر حقه في الظهور وعدم ملامسة كل واحد منها للآخر وبما لايتعارض مع توجه الحكومة في وضع مكانة الدولة في مكانها الصحيح ..
الرؤية لم تحرِّم أو تحلِّل ولم تفرض نظامًا مختلفًا عن مايمكن أن يفرض في أي بقعة في العالم الخارجي والذي نحن جزء منه ولم تقم بقمع جميع العادات والتقاليد التي فرضت لدينا يومًا وصارت أكثر أهمية من فروض وأركان وواجبات الدين وهي التي عشناها وأثرت كثيرًا على هويتنا للأسف وهي ثقافة العيب التي غطت على الحرام والحلال في الدين وعلى مايجوز وما لا يجوز نظامًا ..
المملكة العربية السعودية :
سياسيًا :
من أوائل الدول التي وقعت ميثاق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي وتأسيس التحالف الدولي لمحاربة الاٍرهاب بكل الطرق ..
وهي الدولة الوحيدة على مستوى العالم الملتزمة بدفع جميع الالتزامات المالية عليها لجميع هذه الهيئات الدولية ..
إقتصاديا :
تقع المملكة في مصاف أكبر الدول العالمية للإقتصاد وهي ضمن الدول العشرين التي ستستضيفها المملكة في منتصف هذا العام والتي ستكون محل أنظار العالم ..
إقتصاديًا :
المملكة تملك أكبر مخزون نفطي ومن أجود أنواع النفط والغاز العالمي وهي المنتج والمصدر الأول من بين مجموعة دول الأوبك ..
اجتماعيًا ودينيًا :
تستضيف المملكة سنويًا مالا يقل عن عشرة ملايين حاج ومعتمر من جميع أقطار العالم ..
ومازالت تَصرفُ المليارات على القضايا العربية والإسلامية ومن أهمها :
ملف القضية الفلسطينية ..
وملفات أخرى جاءت فيما بعد مثل :
ملف العراق، واليمن، وسوريا ولبنان، والآن ليبيا..
لكن هل سألنا أنفسنا أين نحن من هذا العالم ..
كيف ينظر هذا العالم إليك و إلينا جميعًا..
كيف ينظر لنا المواطن الياباني شرقًا والمواطن الأمريكي غربًا ومواطن الدول الاسكندنافية شمالًا ومواطن نيوزلندا جنوبًا ..
هل تعلم أيها المواطن السعودي أنك مازلت حتى قبل عامٍ واحدٍ فقط وفي أقرب الدول إليك أنك ذاك الراعي البدوي الحافي المتنقل والباحث عن مكان ترعى فيه أغنامك والذي يسكن الخيمة في الصحراء..
هل تعلم أن المواطن "الفلسطيني واللبناني" كمثال فقط والذي صرفت الدولة على وطنه وقضيته مئآت المليارات من الدولارات ينظر إليك أنه أولى بخيرات وطنك وأنك لاتستحق أن تعيش في هكذا نعمة سواءً على مستوى الصحة والتعليم والأمن أو فيما مايمتلكه في مستوى عيش الفرد السعودي من بين مواطني العالم..
هل تعلم أن المواطن الأمريكي مازال ينظر لك على أنك ذاك الشخص المنغلق المتطرف والإرهابي القاتل والكاره لجميع من حوله ..
هل تعلم أن المواطن الياباني مازال إلى الآن لايعرف من هو المواطن السعودي ولا أين تقع دولتك ولا يعلم عن ثقافتك شيئًا..
أرجوكم دعوا هذا الخلاف بعيدًا ودعوا العالم يرونا ودعونا نرى العالم ..
دعوا العالم ينظر لرسالة السلام في الإسلام ..
دعوا العالم يرى ثقافتنا وتاريخنا الجميل..
دعوا العالم يرى سياسة المملكة المتزنة والمستقرة والمعتدلة والتي تمد يدها إلى العالم مبتدئة بالسلام وتمد اليد الأخرى لمساعدة الدول الفقيرة والمضطربة ..
دعوا العالم يرى مكانة الإقتصاد السعودي وأثره على ميزانيات الدول العظمى عالميًا ..
دعوا العالم يرى ويعرف من هم حكامنا آل سعود حفظهم الله.. وحبهم لوطنهم ومواطنيهم ..
وأنهم يعيشون بينهم ويأكلون ويشربون ويدرسون معهم وأنهم لايتدخلون في التأثير على القضاء ولا مجريات التحقيق في القضايا الداخلية وأن لهم دستورًا يرتب أولوية الحكم فيما بينهم ويحبون شعبهم ويفتدونهم وأنهم متواجدين حاليًا في حماية حدود المملكة بأنفسهم مع قوات الجيش السعودي..
دعوا العالم يرى كيف يعيش المواطن السعودي في رغد العيش ...
وماذا يملك من مفكرين وأدباء ومثقفين ومؤلفين ..
دعوا العالم يرى حياتنا الإجتماعية الجميلة ..
وكيف هي قلوبنا متآلفة ومتحابة نتسابق فيما بيننا في عادات الكرم والجود والخلق الجميل، في استضافة من عرفنا ومن لم نعرف ..
دعوا العالم يرى مستوى المعيشة التي يتمتع بها المواطن السعودي ..
دعوا العالم يرى المدن الجامعية والمدن الصحية والمدن الرياضية والتي يستمتع بها المواطن السعودي والأجنبي مجانًا ..
دعوا العالم يرون ويدخلون مساجدنا واهتمامنا بأهمية ديننا الإسلامي السمح صلاةً وزكاةً وتعاونًا ومجورةْ ..
دعوا العالم يرى طبيعة المملكة بحرًا وسهلًا وجَبلَا ..
يرى الصحراء كيف تتحول في الشتاء إلى قارة قطبية ثلجية وفي الربيع إلى منتزهات جميلة تسر الناظرين، مكتسية بأجمل ألوان الزهور وعبق رائحتها المختلطة مع رائحة الأرض ..
أرجوكم دعونا نساعد الرؤية تمشي بل وتسرع خطواتها ونساعدها في تحقيق أهدافها
دعونا نشارك الرؤية ونتعاون معها في حمل ورفع المملكة ورايتها عاليًا ووضعها في المكان الصحيح في مصاف الدول العالمية ..
واتركوا عنكم خلافات تحقيق الرؤية.