إنها المرة الأولى التي أشعر فيها أنني
غريبة جسد وكأن روحي سُرقت !
لكنها لم تكن المرة الأولى
فقد سُرقت روحي من قبل .!
تأملت تناقضاتي تجاه مشاعري وكأنها خيوط متشابكة يشتد خيطها ليؤذيني
وكأنني من وضعتها به...
أخبرت جسدي أن يتزن لأن الأمر
لم يعد يُحتمل مثلما كان بالأمس ..
منذ رحيلها الأول أصيبت روحي بصدمة
لم أتخيل يوما أنني أستيقظ من النوم وأمارس يومي من دون أن أقبّل رأسها ويديها
لم أتخيل أنني سأستيقظ يوماً من دون أن أتأكد من التئام جرحها أو الذهاب معها إلى الطبيب!
لم أتخيل يوماً أنني سأستيقظ من دون
أن أرى ابتسامتها التي تزيح ثقل الدنيا.
عندما بدأ جسد أن يعتاد على رحيل
روحي بالمرة الأولى ... صدمت بخبر
استعداد روحي للرحيل مرة أخرى ..
وقفت أنتظر في محطة المغادرين
على أمل مني بعودتها...لكنها ذهبت،أصرت الرحيل.
لم أستطيع منعها ...
انفصلت روحي
ذهبت ..
لتستوطن جسدين
أخبرتها أن ترعاهما جيداً مثلما كُنت أفعل
أخبرتها ألا تتركهما وحيدتين لأنني أعلم مدى خوفهم من الوحدة
أخبرتها أن تمنع الحزن من الدخول إليهما وإن أتت طلقة من حزن تضحي بروحي من أجلهم .
أخبرتها أنني أعلم ضعفهم وعدم مقدرتهم على تحمل الحزن فقد اشتد الأمر .
أخبرتها أن الابتسامة هي دواءهم
وأن الحنان والرحمة تخيط ما مزقتها
الأيام وتعيد لهما بهجة الشعور .
أخبرتها .. أن تخبرهم أنني هناك !! معهم
أخبرتها أن المسافات لا تبعدنا
مهما كلّفني الأمر ..
يا روحي..
أخبريهم أنني دوماً بجانبهم
وقاسميهم عافيتي وصحتي
لا تنسي أيضا ....سعادتي
قاسميهم المرض والألم والحزن
اجعلي جسدي هو الدرع الواقي لهم.
اخبريهم أنني من بعدهم!
لم أعد أنا ...
أخبريهم أنني في غربة !ووحدة
أخبريهم أنني في وحشة
عند مغيب الشمس..
أخبريهم انها غربة سوداء..
قاتمت السواد..
لن تنتهِ حتى يعودوا..
أخبريهم .