كرة القدم لعبة جماهيرية وشعبية ومُتنفس حقيقي للكبار والصغار من عشاقها ومتابعيها ذكورًا وإناثًا ولذلك فالمباريات يسبقها ويُصاحبها ويليها العديد من التصريحات والتحليلات والتفصيلات منها المفيد وفيها من الغثّ والسمين مايؤدي لزيادة التعصب الرياضي والتأجيج ويبقى الفوز هو حلاوة كرة القدم ومتعتها الحقيقية .
ويحتاج أي جمهور لتقبل خسارة أو تعادل فريقه مع تناول مواطن الضعف ومكامن الخلل بنقد حقيقي خالٍ من التجريح وانتقاص الأشخاص ضمن منظومة الفريق ولكن ، بعض الفرق فيها لاعبين ومدربين وإداريين لا يتعلمون من أخطائهم ولا يتجنبون تكرارها وهذا الأمر قد يحدث مع فرق معدودة مرات ومرات بينما في فريق النادي الأهلي السعودي لكرة القدم يحدث كل مرة وكل موسم وكل مسابقة وهذا الأمر زاد جمهوره ومحبيه وعشاقه غبنةً وحسرة على حال فريقهم وتقلباته في المستويات والنتائج .. إدارات متتالية بذات الأخطاء، مدرب يعقبه مدرب بذات التخبطات، لاعبون بذات العطاء ويستمر اللاعب منهم بنفس الرتم مهما حضر أو غاب وعاد!!!! هل حقًا بأن في الأهلي أيادٍ عابثة تدار بالريموت كنترول من خارج أسوار النادي؟ أم في الأهلي سماسرة ومرتزقة يسيرون الأمور حسب مصالحهم ولجلب منافع لهم بعيدًا عن مصلحة الفريق؟
الأمر مُحير وحال الفريق عجيب فكلما نهض الفريق في موسم تخلخل من الداخل وكلما عاد لتحقيق بطولة ضاعت مكتسباته وغاب عن تكرار الإنجاز حتى أصبح لغزًا غريبًا يصعب فكّ غموضه.
هذا الموسم بدأ الأهلي بالخروج الآسيوي وسط تخبطات مدربه الجديد برانكو وتصريحات المشرف ثم تعثر الفريق في الجولات الثلاث الأولى من الدوري وظهر دون هوية أو شخصية فتمت إقالة برانكو وتكليف الوطني صالح المحمدي والذي استطاع في أربع جولات متتالية تشكيل منظومة دفاعية للفريق لا تهتز ولم يتواجد في دفاع الأهلي مثلها منذ مغادرة أسامة هوساوي في موسم ٢٠١٦ الشهير ، كما توفق في تشكيل فرقة متجانسة الخطوط واعتمد على اللاعبين الشباب مع بعض المحترفين الأجانب وأبعد المتخاذلين وأصحاب قصات القزع والأساور وتحققت بتوفيق الله للفريق ثلاثة انتصارات وتعادل مع بطل الدوري ولم يدخل مرمى الأهلي سوى هدف وحيد في الجولات الأربع وسجل مهاجموه ثمانية أهداف ثم يتفاجأ الجميع بوجود بوادر توقيع للإدارة مع المدرب السابق جروس والذي نجح مع الفريق موسمي ٢٠١٥ و ٢٠١٦ ولكنه عاد في منتصف موسم ٢٠١٧ وفشل وغادر وهذا الأمر جعل الكثير من الجماهير الأهلاوية والمحللين والنقاد يُجمعون بأن توقيت عودته خاطئ وإنهاء تكليف المحمدي كذلك خطأ جسيم وهو ماحدث بالفعل فالفريق مع جروس ظل يتخبط ونتائجه متردية وللأسف فقد قام هذا المدرب بإعادة اللاعبين الذين استبعدهم المحمدي واستثنى من تشكيلته أسماء مهمة ، اعتمد عليها الوطني المبدع مما أثار حفيظة كل عاشق أهلاوي واستغرب الجميع تصرفات المدرب العجوز وصمت الإدارة عنه وتجاهل تخبطاته ونزيف النقاط في الدوري والفوز بصعوبة وبضربة جزاء في الملحق الآسيوي على فريق مغمور ثم التفريط في فوز مستحق ومهم في أولى جولات دوري المجموعات الآسيوي أمام الوحدة الإماراتي كل هذا التراجع والتردي في النتائج قابله صراع إداري بين المشرف والرئيس ، انتهى بإقصاء الرئيس من هيأة الرياضة بسبب ارتكاب أخطاء إدارية في قرار عجيب غريب وسط الموسم ومع ذلك عاد المشرف لقيادة دفّة الفريق واستمر تخبيص جروس وسط تخاذل اللاعبين وعدم استشعار قيمة الشعار غير آبهين باحتراق أعصاب الجمهور العاشق.
قيل ويقال في أخبار غير مؤكدة بعد خسارة الفريق أمام الوحدة في الجولة الثامنة عشر بأن الإدارة الجديدة بقيادة مؤمنة قررت إقصاء جروس وإعادة المحمدي وإن صحت هذه الأقاويل فهذا القرار جزء من الحل وليس كل الحل وبداية العلاج لتدارك بعض الموسم ولكن فريق كرة القدم في الأهلي يحتاج وقفة إدارية وتنسيق حقيقي من أجل الكيان ولابد من تصفية بعض الأسماء التي تتقاضى ملايين ولا تستحق تمثيل الفريق بعيدًا عن تصفية الحسابات بين الإداريين وتغليب مصالحهم الشخصية على حساب الكيان ومحبيه.