لا غرابة حين بادئة القول : أن الأذن الأحسائية هي مدرسة موسيقية تعطي الأمل وتنعش الحياة، ولها تراتبات رائعة وجميلة، وهو الأثر الذي انعكس على سماعي لمقطع بدعوة من الصديق الشاعر سلطان عبدالله حين أرسل لي برودكاست يحمل رابط يوتيوب للفنان عيسى خلف وكانت محاولتي للكشف عن المضمون شيء فاق تصوري رغم ألفة الاسم والعزف ومحصلة العمل الفني الذي تم وسمه بـ صبرت سنين.
ولأني لم يسبق لي أن أعبر عن رأيي الفني الموسيقي قط عبر الكتابة أو أروي بعض ما تأصل من نقاء الأحساء وجمالها، استمعت لتلاقي موسيقي بين مدرسة الأحساء والمدرسة المصرية حين قدم عيسى خلف ألحانه وأداءه بكلمات أ. علي القطان، والذي رفع المؤدي إحساس الكلمات التي تم نظمها على وزن المروبع النبطي ( الغنائي) وهو وزن لحني أحسائي أصيل تلاقى مع الموزع الموسيقي أ. عبدالله أبويوسف في ظل مشاركة صولوكمان د. رضا رجب، صولو كولة أ. عبدالله حلمي، صولو عود أ. عبدالله ابويوسف، إيقاعات أ. محمد بويوسف، تدوين وتريات المايسترو أ. هشام نبوي، وتم التسجيل بالقاهرة لدى م. ياسر حسين، مكساج، وماستر استوديو فنون القاهرة م. خالد محسب، وكان التسجيل باستوديو الماس، حتى ظهر لنا العمل بتصميم الفيديو للمبدع أ. عبدالله سعد.
عمل يستدعي الشجن في ١١ دقيقة و٣٦ ثانية أخذ عيسى خلف بسمو المشاعر ليضع لنا مدرسة مقدمة في عمل سنقل مميز حلق بي لكل ما يمكن استدعاءه من حنين وذكريات ومواقف وصور تطغى بمرارة التجربة ووقع الأداء واللون السعودي الأحسائي في مجملة.
كتب أ. علي القطان :
صبرت سنين في قربك
على القسوة وعلى مرك
أداري حبنا لا يضيع
وأقول أصبر على ظلمك
تعبت أرضيك وماقصرت
على كيفك وما قدرت
ألا قيها أنا من وين
وفيت وأنت ما عبرت
عطيتك حبي الصادق
عطيتك قلبي العاشق
لقيت الغدر والحرمان
وأنا اللي دوم بك واثق
أببعد عنّك وبرحل
وقلبي عنّك تحوّل
يا ربي شقد أنا عانيت
وكم ضحيت واتحمل
أعز الناس وخنتوني
وأنا مسميكم عيوني
صحيح ان هالزمن غدار
وخابت فيكم ظنوني
ويبقى همي القاسي
في صدري كاتم انفاسي
أنا ما اشتكي ما اقول
وأنا الصادق باحساسي
تمت