انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 يعد الاهتمام بجودة التعليم أحد أهم جوانب الرؤية والتي تؤمن بأن تطور التعليم هو أحد أهم مؤشرات تقدم الدولة ، وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك اهتمام كبير بتطبيق المعايير الدولية في مجال التربية والتعليم، في المدارس والمعاهد على وجه الخصوص، باعتبار أن التعليم يمثل حجر الأساس للتطور والنمو الاقتصادي والحضاري لأي دولة.
ولم يعد تحقيق الأهداف في مستوياتها الدنيا الغاية التي تقف عندها جهود الأفراد والمؤسسات وإنما أصبح الوصول لدرجة عالية مقبولة من التميز في إتقان العمل وارتفاع مستويات الأداء هو ما تسعى اليه المجتمعات والدول المختلفة، وحتى يلحق التعليم بركب التجديد، ويصبح هو المحرك الأساسي في عملية التجديد ، فقد انتقل مصطلح الجودة من مجال الصناعة لمجال التعليم، ويرجع ذلك لعدة عوامل، منها أن التعليم يعتبر من أهم عوامل إحداث التغيير في المجتمع وتنمية الموارد البشرية. وتشير الكثير من الدراسات إلى أن أغلب المشكلات الجذرية في المجتمع المدرسي مشكلات تنظيمية، يمكن مواجهتها بشكل جاد بالأخذ بنظم الجودة ، التي توضح مواطن الضعف والقوة ، ومن هذا المنطلق وجب علينا كمجتمع التربية والتعليم البحث عن المعايير التي من خلال تحقيقها نصل بمؤسساتنا التعليمية لمستوى مرموق يحقق الأهداف ، وحينما نتكلم عن تجويد التعليم فإننا لايمكننا أن نغفل تجويد إعداد المعلم الذي هو حجر الأساس في جميع عمليات تجويد التعليم ، وهذا ما وضعه سعادة وزير التعليم نصب عينيه و أهتم به جل الاهتمام ، للارتقاء و بث روح الاعتزاز بالمعلم ومهنة التعليم ومما لا يمكن إنكاره
أن مهنة التعليم من أشرف وأجل المهن ، وقد بلغ من شرف هذه المهنة أن جعلها الله من جملة المهام التي كلف بها رسوله صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) و قال تعالى ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ولقد شهد التاريخ للمربي وللملم بالرفعة والقداسه فكان تاج الرؤوس ذا هيبة ووقار ، فهو الأمين والمستشار و الأب البار للكبار والصغار ، وهو السراج الذي ينير درب السالك ويروي العقول والأفكار ، فالمعلم مرب في المقام الأول و التعليم جزء من عملية التربية ، ولا أحد ينكر آثار المعلم والتعليم على المجتمع كله ، فالمعلم يدرس لعشرات بل ومئات الطلاب خلال اليوم الواحد ، ويترك أثراً كبيراً على عقولهم و شخصياتهم ، وتعد عملية التعليم الأساس والأسبق بين المهن الأخرى ، فالطبيب والمهندس والمحامي والمحاسب و الصيدلي والضابط و غيرهم لابد وأن يمروا تحت يد المعلم ، لأنهم من نتائج عمله و جهده و تدريبه في مراحل التعليم المختلفة ، وأضف إلى ماسبق أن المعلم يخلق في نفوس الأجيال الناشئة الأمل واليقين و حب الابتكار و مكارم الأخلاق فيؤهلهم لبناء المجتمع الناجح القائم على فهم الحياة و متطلباتها ، فشكرا وزيرنا الفاضل على الاهتمام بالمعلم والذي هو حجر الزاوية في عملية تجويد التعليم.