الساعة الآن الثانية عشر منتصف الليل، في إحدى المستشفيات، يقطع هدوء الليل صوت تلك الأجهزة التي تُعلن عن حالة تغير فجائية حينما تألم المريض ولكن هل المريض يعلم بالأمر ؟!
بالتأكيد لا.
لأن المريض عان يوماً شديد الإرهاق والتعب والالم لتحمله للإبر والادوية إضافة الى ذلك الحالة النفسية المصاحبة له.
هذا كان كفيلا ً ليجعله يمتد بسباتٍ طويلا لعل ينسيه الواقع الذي يمر به 💉.
أحكي قصتي التي أرويها بأحرف
تكتب من صادق ماعاشته وما رأت عيناي، وبدأت بسؤال نفسي .
أنا الشخص السليم المعافئ بين هؤلاء المرضى الذين فقدوا طعم الحياه بل أشتد بهم الالم و فقدوا اعظم مايمكن لشخص أن يفقده وهي عافيتهم ؟!
سهرت الليلة الاولى وتجافاني النوم بحثاً لفهم قصه الحياة والغاية منها وما يجري وسألت نفسي كثيراً هاذا السوال الذي كدتٌ أن لا أَجِد لَهُ جواب !
هل سيمر بي الوقت الىً هاذا المكان ؟!
ومتى سأكون فيه ؟!
مضت الليلة الثانية والسؤال الاخر يكاد يتملك تفكيري ووقتي .
هل الزمن يمضي بسرعة الى هاذه الدرجه وحينها أين سأكون او الى اي قمة وصلت او سأصل ؟!
راودتني أحاديث كبار السن اللذين كانوا بجواري في المستشفى وكيف مر بهم الزمن سريعاً حيث أنهم لم يظنون ان الايام ستمضي بهاذه السرعة الى ان أصبحوا طريحين الفراش.
يالله !!
هل سأحقق جميع الأحلام التي رسمتها في مخيلتي و أصررت الى تحقيقها ؟!
هل ستكون إنجازاتي وشهاداتي وكل ما سعيت الى تحقيقة وحققته أن تكون درع حصين لي في جعل العافية تمتد بي الى الامد الطويل ؟!
او جعلها تبقى أبدية مخلدة لا تفنى ؟!
فأذ بي وقفت بقرب من النافذة لكي أراء ماذا يحدث خارجاً ، فاذا بالليل إزداد سوادً ، والطرقات أصبحت خالية تماماً، لم يتبقى لي سواء النظر الى نور الطرقات البعيدة كنها النجوم التي بسماء الا ان اختلافها أنها أجمعت مترابطة ومتشابكة على الارض .
ثم خالط تفكيري وضجيج عقلي خطوات الممرضات وصوت تمزيق الاوراق بل وحتى صنبور المياة أستمر بمساعدة الأجهزه في إصدار الصوت ،فأخذت وقفه في تمعنها وأغمضت عيناي لعلها تدلني الىً الطريق الذي يرشدني الى إجابات عن جميع تساؤلاتي ..
أستغرقت وقتاً طويلاً لتفكير وعيناي مغلقتان ثم فجاءه!
إذ بصوت بدء منخفض ثم إزداد قليلا ينبغ من داخلي كدتٌ أظن أنني أصبت بالجنون وأن الأرق بدء بالعب بأعصاب دماغي المجهد !
الى أن استوقفني التفكير لتمعن هاذا الصوت لعلي أَجِد إجابة لتساؤلاتي !.
ولَم أَجِد الا جملة سمعتها من قبل ولكن قلبي لم يفقهه المعنى جيدا
الى تلك اللحظه حين سمعت "الوقت يمضي يا شوق "
هاذه الجملة التي غيّرتني كثيراً وجعلتني في سباق مع الوقت لعلي أنجز أكثر او أترك بصمه لي في هاذا العالم لعلي أجعل أمي وابي يفخرون بي قبل نفاذ الوقت مني وأفنى !
أدركت حينها أنني على طريق كلٌ البشر سيعبرونه وان الابدية والخلد جميعها ملك
لله وحده
والعافية وكل أمور الدنيا بيده سبحانه ان شاء أعطاها وان شاء أخذها وهو وليها والى ربنا راجعون .