ودع عصر أمس بحي الصفا بمدينة جازان حمامة مسجد الحيدري، العم حسن بحيص رحمه الله تعالى، لقد كان هذا الرجل ركنا ودعامة من دعائم المسجد، فهو المؤذن وهم المشرف العام وهو صاحب السقيا والضيافة للمصلين، لقد فجع الجميع بهذه المدينة بوفاته، حيث صلى العشاء بالمسجد وأوتر كالمعتاد قبل أن يخرج من مسجده وهذه حاله منذ زمن بعيد، ثم عاد إلى منزله وبعد ساعات قليلة ودع جازان.
لقد كان رحمه الله منتظر الأمر السامي بفتح العمرة بعد إغلاقها بسبب مرض الكورونا حيث كان مبيت النية لأداء العمرة، فهو يعتمر شهريا ويحج سنويا له أكثر من أربعين حجة و أكثر من خمسين عمرة،فيحج مشرفا ومرة محججا ومرة عن نفسه ومرة عن والديه وزوجته وأحبابه الذين سبقوه إلى ربهم.
لقد كان العم حسن جارا بارا بأجواره فقد قال عنه العم علي بكري جاره وأحد رجال المسجد، في كلمة بعد مغرب هذا اليوم بالمسجد التي أبكى بها المصلين لقد كان جارا طيبا سمحا مبتسما خلوقا صابرا عند المصائب ودعامة هذا المسجد لقد فقدنا رجل خير وكرم وصلاح وبر.
وكان يحب السقيا فيأتي بالماء المبرد للمصلين، ويضيف المصلين بالقهوة والتمر يوميا بعد مغرب كل يوم بالمسجد، ويذكر كبار السن بالمحافظة على الصلوات وعدم التهاون في صلاة الجماعة.
كان مبتسما حتى عند المصائب حيث فقد أحد ابنائه فكان محتسبا مظهرا الرضا بقدر الله.
وبعد وفاة زوجته العام الماضي كان محتسبا راضيا.
يحب مداعبة الصغار والكبار صاحب النكت في السفر وخدمة المسافرين والحجاج والمعتمرين ، ومن تميزه في فعل الخير تجهيز وسائل النقل والسكن للمعتمرين على حسابه الخاص وضيافتهم والعناية بهم حتى عودتهم لمنازلهم.
ويتميز العم حسن العناية بالمسجد وصيانته والتعاون مع أصحاب المسجد وأهل الخير في كل مايحتاجه المسجد.
كان يفرح كثيرا عندما يرى المسجد ممتلئا بالمصلين ، ويحزن كثيرا عندما يرى أهل الخير يتأخرون عن صلاة الجماعة.
كان صيادا ماهرا ويعتز بهذه المهنة وبفتخر بها أمام الجميع فهي تعتبر متنفسا له ورزقا من أبواب الرزق.
بكاه المصلون والصغار والنساء والكبار والأيتام فهو يعتني بكل من يطلب منه المساعدة.
يتميز العم حسن بحبه لأصحاب القرآن الكريم وخاصة أصحاب الأصوات الحسنة فيأتي بهم لمسجده لصلاة التروايح وبقية الصلوات.
مهما كتبت عنه فهناك أعمال بينه وبين الله لا نعلمها سيجدها عند ربه رحمه الله تعالى وغفر عنه وأسكنه الفردوس الأعلى.
طوبى لكم إذ بنيتُم مسجـداً فَـبَـدا
يفيـضُ طُهـراً بِمن لله قـد سَجدا
ترفرفُ الروحُ جذلى كلما دخـلـتْ
رحــابَـه نسيتْ في طينه الْجَسدا
فكـلُّ شـبـر بـه ثغـرٌ لـه شَفةٌ
ترددُ الذكر لا تُحـصي لــه عددا
وذاك يتلــو كتـابَ الله مبـتهـلاً
يَمدُّ في وجــلٍ نـحو السماء يدا