يولد الإنسان - ذكرًا كان أو أنثى- بعد أن يمضي في بطن أمه تسعة أشهر تعاني فيها الأم أصناف العذاب منذ تكونه وحتى خروجه من بطنها بآلام قوية لايوازيها ألم. يعيش شهورًا بغذاءٍ مختلف عن البالغين . ثم يكبر وينمو طفلًا ثم بالغًا وقد يُصبح مكلفًا إلى كبير سن ثم يشيب ويهرم ويمرض . يعيش حياته يخطط وينفذ يحاسب ويعاقب ويتقبل شيئًا ويرفض أشياء .
فجأة وفي ثوانٍ تفيض هذه الروح وتموت هذه النفس وتنتهي كل تلك السنين في لحظات أو أجزاء من الثانية . وخلال إثنين وسبعين ساعة يكون العزاء في هذه الشخصية مهما كانت مكانتها ثم لايبقَ من تاريخها الطويل إلا الذكر الحسن والعمل الطيب الذي قد يذكره البعض وينساه الكثيرون إلا من رحم ربي .
بعد كل هذا هل لأحدنا أن يقف مع نفسه وقفة مُحاسبة ؟؟ يعود فيها إلى رب السماوات والأرض ويستغفر من خالقه الرحيم ويترحم على كل الميتين ويطلب لنفسه الرحمة عندما يواري جسده التراب ويبتعد ولو بشكل جزئي عن الدنيا الزائلة ويزهد عن مافيها من الترف والمجون ليعي ويُدرك حقيقة نهاية كل حي ومآل البشرية جمعاء !