أصل السعادة في رضا المولى سبحانه وتعالى حتماً ، وموضوعنا مختلف عن هذا الأصل نوعاً ما .
يقال أن سعادتنا لا تكتمل الا مع من نحب
فهي متعلقة بأكتافهم محملة على ظهورهم متى أقبلوا إلينا وكانت قلوبهم وعقولهم مقبلة علينا كانت السعادة بين أيدينا فهم مفتاح السعادة ، فإن هم أداروا لنا ظهورهم وأعرضوا عنا أدبرت السعادة معهم .
هل تعلم يا صديقي بأن السعادة تكون منقوصة دائماًوإن توافرت أسبابها ومسبباتها فهي ليست في مركب فاره، ولا بيت راقٍ حديث ،ولاملبس أنيق، السعادة مع من تحبه بصدق ويحبك بتفاني منقطع النظير قد تدير الدنيا لك ظهرها بكل من فيها ويبرُز لك فرداً واحداً يغنيك عن الجميع .
هل تعلم ماهو التغيير الفاعل في الحياة ؟ هو أن تجد من يشاطرك الهموم ويشاركك الحزن والأسى يربت على كتفك بمعنى لا تهتم ومدلولها قولاً وفعلاً لا تشعر عندوجوده بحزن أو أسى وجوده بعد أي أزمة يرسم ابتسامة عريضة على محياك مهما عَظُم الخطب وإدلهمت المصيبة .
شعور جميل هو ذاك الشعور عندما لا تحاول أن تثبت للعالم أنك الأسعد بل تعيش سعادتك واقعاً ملموساً .
تتوالى الأحداث وتترادف الكلمات المحذرة من واقع مرير من صادق مخلص وآخر يلقي بكلمات لايدرك أبعادها لمجرد الإلقاء .
قرأت ذات مرة أن صبياً سأل والده :
مالفرق بين سعادتي وسعادتك وابتسامتي وابتسامتك ؟ فأجابه الوالد وهو مبتسم أيضاً! عندما تحصل أنت على ماتريد تكون سعيداً مبتسماً وعندما تكون مبتسماً سعيداً عندها تكون سعادتي . اهـ
من هنا نعرف حقيقة أن سعادتنا محملة على عاتق من نحب إن أقبل اليكِ اتتك هرولة ، وليس أحبُ إلينا من الوالدين قبلاً ومن المخلصين الصادقين ثانياً.
تعلِمُنا الأزمات أننا لسنا لوحيدين في هذا العالم فلنعشْ لأجلِ الجميع ولنكرِمْ الأقربين إلينا ليس نسباً فحسب وإنما اختياراً أيضاً فمن اختاره قلبك ليستوطنه ثق بأنه هو من يستحق .
ادارة أي أزمة في العالم تنبني على الثقة والثقة هي موروث السعادة الحقيقية .
أخيراً يجدر بِنَا أن نختم كل مقال بذكر محبة الأوطان فلا سعادة دون أن نفي لها وتكون هي عنواننا الأول لأنها محل إستكناننا وموطن راحتنا فلنكن لهاالقلب النابض ولنتعاهد محبتها مع بزوغ كل فجر وإشراقة كل شمس فوطننا أيضاً عنوان دائم لسعادة أبدية حتى بعد الممات هو منزلك حياً ومنزل أبناءك ومحبيك من بعدك أدام الله سعادتنا ومتعنا بلقاء من نحب ونحن في أتم العافية وحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وجعل سعادتنا هي هدفنا المنشود بالتلذذ بكل ما يُوصِل إليها تحت مضلة رضا الخالق ، نقطة آخر السطر