نجحت وزارة التعليم بالتفاعل مع أزمة كورونا بشكل ملحوظ وكانت كمية الجهد والاجتماعات واستنفار كافة القدرات البشرية والإمكانات الفنية في استمرار التعليم عن بعد، بعد إطلاق منظومة التعلم عن بعد والاستخدام الجيد لبوابة المستقبل، وقدم المعلمون وأعضاء هيئة التدريس خبراتهم لمواصلة العملية التعليمية وتسهيل البدائل التعليمية للطلاب والطالبات واستكمال رحلتهم التعليمية على قنوات عين عبر اليوتيوب ومنصات الجامعات، وتوج التعاون بين منظومة الجهات الحكومية بزيارة معالي الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والإعلام المكلف ومعالي المهندس عبدالله السواحه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات لوزارة التعليم ولقائهما بمعالي وزير التعليم الدكتور حمد آل شيخ للاطلاع على نماذج التعليم عن بعد والمدرسة الافتراضية ومجهود يقف عليه أبطال التعليم الذين قدموا بإخلاصهم وحماسهم نموذجا رائعا للعمل الوطني المميز.
والأجمل أيضًا تفاعل الأسرة مع الوزارة ومع المعلمين والمعلمات من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، وشكلت جهود المشرفين التربويين وقادة المدارس تكاملا لهذه المنظومة الوطنية الرائعة، لقد كانت سرعة اتخاذ الوزارة القرار لإطلاق منظومة التعليم الموحدة للتعليم عن بعد نابعة من الحرص على مصلحة الطلاب والطالبات وهو قرار شجاع ويشحذ المهم في هذا النوع من التعليم وإن كان فرضه تعليق الدراسة وأزمة كورونا احترازا إلا أن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن المستقبل سيكون للتعليم الإلكتروني، وهذا أمر يتواكب مع رؤية وأهداف رؤية 2030 من أجل مستقبل واعد للتعليم الحديث بإذن الله.
وهنا نحيي أيضا المبادرات التي يعلنها بعض قادة المدارس والمعلمين والمشرفين والمرشدين الطلابيين في بث مقترحات ومشاركات تربوية يستفيد منها الطالب والأسرة والمعلم وذلك لإشغال وقت الفراغ والاستفادة من وقت منع التجول والبقاء في المنزل، وبحكم تخصص المرشد الطلابي ودراسته النفسية والاجتماعية فإن مبادراته عن طريق وسائل التواصل مرحب بها في هذا الخصوص.
وهنا -ولله الحمد- أثبتت الأسرة السعودية تكاتفها مع قيادتها وسرعة استجابتها لتعليمات أجهزة الدولة المختلفة ومن ذلك تعزيز الحوار داخل الأسرة ورأينا تجارب جميلة تستحق الشكر والتقدير وتوج ذلك بالتعاون وتشكيل منظومة واحدة مع وزارة التعليم في هذا الظرف الاستثنائي المهم.