تكريم الإنسان ورعايته هي الغاية التي أقام الملك عبدالعزيز بنيان هذا الصرح المنيف من أجلها قبل أكثر من قرن مضى، وقد علم أن الإنسان هو الأس والأساس، ومحور العناية والاهتمام في الشريعة الغراء، ولذا سخرت الدولة الفتية آنذاك كل اللوائح والنظم والوسائل والسبل لخدمته.
واستمر الملوك بعده على ذات النهج، وظل الإنسان والمحافظة على نفسه ودينه وعقله وعرضه وماله هي الشغل الشاعل لهم، ولذا عملوا على استتباب الأمن والرخاء ونشر السكينة والطمأنينة في ربوع الوطن، حتى صارت الأزمات حالات استثنائية نادرة الحدوث في مسيرة المملكة العربية السعودية، وهي في الغالب مما لاتسلم منها الدول كالأمراض المعدية والأوبئة والسيول ونحوها.
وفي كل الأحوال تحرص المملكة على طمأنة سكانها، بغض النظر عن أي خلفيات أخرى، فها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) يصدر أمره الكريم بتقديم أقصى درجات العناية الصحية للمصابين بكرونا في جميع المنشآت الطبية العامة والخاصة بالمجان، ولجميع شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين، وحتى لمخالفي أنظمة الإقامة، وهذا لم يحدث في أي بلد آخر، وها هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يتابع المستجدات وسير الأمور وأداء الأجهزة أولاً بأول كما يخبرنا بذلك وزير الصحة الموفق الدكتور توفيق الربيعة.
وبينما جنودنا البواسل يؤدون واجب الدفاع عن حمى الوطن في حدنا الجنوبي، نجد أبطال القطاع الصحي يستميتون في الداخل لمواجهة الجائحة، وبث الوعي، ومعالجة المصابين به وخدمتهم، ونجد في المقابل أبطال الأمن والحرس الوطني يواصلون الليل بالنهار لتنفيذ الإجراءات الاحترازية التي تدرجت فيها السلطات وفقًا لمتطلبات الأمن الصحي للبلاد، وكل في فلكه يعمل بتفان وإخلاص.
هذه هي مملكة العطاء التي يجب علينا جميعًا أن نكون بها أوفياء، ولها سفراء نبرز وجهها الحقيقي المشرق، وعلى الإعلام دوره المنتظر في توثيق كافة المحاسن، بلغات العالم أجمع، حتى يعلم الجميع أن الإسلام دين رحمة ورسالة سلام للعالم أجمع، وهو الذي رفع بلادنا العزيزة لتتصدر المشهد العالمي في حسن الإدارة، وحكمة التصرف والقيادة.