لابد من وضع هذه الآية أمام عينيك
(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)
وما أشد حاجتنا الماسة والملحة إلى التوجيه النبوي الكريم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
التعامل الحسن أفضل الطرق للتقرب لله رب العالمين، وكسب قلوب ومشاعر صادقة، ولا يستطيع الشر أن يجد طريقه في واقع المحبة والألفة والإيثار والتضحية والعفو.
ونجد أَشد أنواع الإساءة أن تُسيء إلى من أحسن إليك.
وأقوى مراتب الظِلم أن تَظلم من شملك بِعفوه وكرمه.
فهذا بجانب العدوان يحمل بين جنبيه روحاً شريرة حاقدة حاسدة، لاتعرف قيمة الحب والإخوة فهو ينقل دائماً واقعه إلى من حوله، ويعكس تأثير ما بداخله من الإنحراف والجحود على الناس المحيطين به، ويعطي نماذج سيئة عن مجتمعه وخسارة لوطنه.
(الإساءة والنكران) هما مشكلة كبيرة ومصدر فعال وأساسي للخلافات والنزعات بين الناس مابقيت الحياة، وتعتبر صفة كل إنسان فاشل أو منبوذ، ولكن الناس المخلصين هم الذين يستطيعون معالجة أمورهم بالصلح والرضا والتوفيق بينهما، وعدم إجحاف أحدهما بالآخر وهما من أراد لهم _ رب العالمين _ أن يغيروا كل مايفسد الصداقة والود والمحبة والثقة.
إن إحساس الحاقد بالمسؤولية، تكفي ليكون شخص آخر، يريد التضحية والصبر والتطوير والقضاء على الكثير من مشاكل الحياة، بعيدا عن طريق الحقد والحسد والكراهية والغل والظلم.