يعد الفساد جريمة كبرى منكرة، حاربها الدين الإسلامي العظيم وكل القوانين والمبادئ والأعراف الإنسانية جمعاء.
وليس عجباً أن يوجد "مفسدون" فى أي مجتمع، ولكن العجب كل العجب أن يسكت المجتمع عنهم، ويهادنهم، ولا يحاول نزع أقنعة وجوهم الكالحة، ولا يسعى إلى إظهار الحقائق عنهم.
وهذه رسالتي لكل مخلص، محب، يعمل لدينه ووطنه- لا تتهاون فى أدائها- فنحن نريد بناءً، وعطاءً، وتميزاً، ويجب ألا يعبث فى مجتمعنا "مفسد هادم".
لذلك أردت ذكر بعض أمثلة عن الفساد حتى يحذرها ويقف ضدها الناس، أحدها: عدم تطبيق تعليمات وأنظمة الأمن والسلامة من الأمراض والأوبئة والتهاون في ذلك، والتقليل من جهود الوطن في هذا المضمار، فيد الله تعالى مع الجماعة، والحرص التام على مصلحة الجميع مطلب أساسي وهام لكل الناس، ومبدأ إسلامي أصيل.
وثانيها: البحث عن الأخطاء، والهفوات، والزلات، وتضخيمها، ونشرها بين الناس، وهذا إنما يعكس روحاً ظالمة شريرة، تريد أن تفسد على الناس ما يريدون من حياة يسودها الوضوح، والصفاء، والسعادة.
وثالثها: تشويه جهود المخلصين بدافع الحقد والكراهية، فهذا فساد لأنه صاحبة يسعى إلى تحطيم، وهدم، وتدمير قدرات المميزين فى أعمالهم، وحرمان الوطن من هذه الجهود والقلوب المخلصة.
بالإضافة إلى السعي لإشاعة الكذب، ونشر الخوف والفاحشة بين أفراد المجتمع، فهذا فساد عريض لأنه يزعزع الأمن، والأمان، والاستقرار، وعدم ترابط الناس، ويهدد لحمة المجتمع ووحدته وتماسكة.
ولا أنسى في هذا المقام ذلك الكاتب الذى يكتب ليهدم، فهو من المفسدين فى الأرض، ونموذجاً سيئاً لوطنه، وعائلته، وكان عليه أن يكتب ليبنى، مدافعاً عن الدين والخلق، مصححاً للأخطاء مرشداً إلى صوابها، مناصراً لقضية عادلة، مشجعاً وداعماً ومحسناً، يقول كلمة حق، جامعاً وموحداً للصفوف لا مفرقاً لها.
لذا وجب علينا جميعاً اليقظة، والحرص، وتحمل المسؤولية ، وأن نكون على درجة من النقاء، والاستقامة، والوضوح، والبعد عند كل ما يهدم ويفسد المجتمع.