في الفترة الماضية كنت في صراع مع فايروس كورونا , والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات تعافيت منه , ولم أنشر خبر إصابتي لأنه كان لدي يقين أنني سوف أتشافى منه بإذن الله وبعد ذلك أنشر الخبر كنوع من نشر الإيجابية .
في السادس من شهر رمضان المبارك :
بدايةً بعد صلاة المغرب شعرتُ بصداعٍ خفيف مع تعب بسيط تناولتُ على إثرها (مسكن الفيفادول) قلت في نفسي لعله من قلة النوم والصيام , بعدها بساعات شعرتُ بثقلٍ برأسي وتعب أشدُّ من السابق , وفي نفس اللحظة رادوني شكٌ أنه ذلك الفيروس المعدي ( كورونا ) وقلت في نفسي هذا التعب غير طبيعي .
وكانت من أصعب الليالي وكنت أعاني من صداع متوسط ودرجة حرارة مرتفعة وإرهاق بدني وتعب ذهني غير طبيعي .
وبعدها أخذتُ احتياطاتي وعزلتُ نفسي في إحدى الغرف بمنزلنا .
وفي اليوم الثالث بعد العزل المنزلي :
انخفضت درجة الحرارة مع استمرار الصداع والارهاق , شيء بداخلي يقول لي باستمرار خذ المسحة لست بخاسر شيئاً واتجهت نحو المركز ولكن كانت المسحات منتهية بذلك المركز .
وفي اليوم التالي :
اختفت الحرارة والصداع مع استمرار الارهاق قلت لست بحاجة للمسحة لأنني أشعر بصحة جيدة واختفت الحمى ، إن شاء الله خير مجرد أعراض موسمية .
بينما في اليوم الخامس :
اختفت الحرارة نهائياً مع استمرار الارهاق وظهور احتقان بالأنف , وهنا قررت الذهاب لإحدى المستوصفات القريبة مني وعملت بعض الفحوصات و التحاليل ولم تظهر أي نتيجة أخذت بعض الأدوية و أحسست بالراحة وكنت مستمراً بالعزل المنزلي بمفردي ولا أخالط أسرتي .
وفي اليوم السابع :
فقدت فقدان تام لحاستي الشم والتذوق مع استمرار الاحتقان بالأنف , وهنا كان يرادوني الشك وعدم الاطمئنان وذهبت إلى المركز لكي يأخذوا المسحة الأنفية وكانت بكل يسر وسهولة ولا يوجد بها ألم بعكس ما كان ينشر من مقاطع متعلقة بالمسحة وتظهر النتيجة بعد يومين من إجراء المسحة .
وكنت أنتظر ....
وفي اليوم التاسع :
هاتفت الصحة وكلي أمل وتفاؤل ونشاط لأنه لا يوجد لدي أي أعراض مجرد أعراض موسمية .
السلام عليكم .. معك أحمد ..إلخ , وهنا أتى الرد من المجيب يا أحمد نتيجتك إيجابية عندما سمعت هذه الكلمة شعرت بالإحباط والإنطفاء والنفسية تغيرت وبدأت الأفكار ترادوني والإحباط يملأني وكنت أتقلب ولا أستطيع التخلي عن التفكير وبدأت أشك في حلقي وفي جسمي وفي صدري لكن اكتشفت أن كلها وساوس لا أساس لها!!!
وبعد ساعات من الاتصال قررت وقلت في نفسي ليس بصحيح أن استسلم للمرض يجب علي المقاومة والتفكير بإيجابية لابد من وجود التفاؤل وحسن الظن بالله وأعلم أن الفايروس لايستهان به ويلزم أخذ الأمر بجدية والاخذ بالأسباب والتوكل على الله والاستعانة بالمولى ..
فقط محتاج مني العزيمة والاصرار ..
وفي الايام التالية ولله الحمد والمنة بدأت الأعراض تختفي شيئاً فشيئاً وتتحسنٌ بصورة مستمرة في كل يوم أفضل من اليوم السابق .
في السادس والعشرون من هذا الشهر المبارك :
الحمدلله حمداً تطيب به الحياة .. الحمد لله حمداً تستديم به النعم .. الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه ، في هذا اليوم ظهرت النتيجة ( سلبية ) وخرجت من العزل .. الحمد لله .. الحمدلله .. الحمد لله .
من خلال تجربتي مع هذه الجائحة :
تعلمتُ أن مثل هذا المرض يمكن التعافي منه , وأولى مفاتيح التعافي هو الرضا بما كتبه الله لك وتقبل المرض .
وثانياً : اتباع التعليمات والارشادات والاجراءات الاحترازية المتعلقة بالعزل والتباعد الاجتماعي والاخذ بالأسباب والعمل عليها بصرامة كالأكل الصحي والاكثار من شرب السوائل بكل أشكالها وأخذ الأدوية بانتظام .
ثالثا : عدم تصديق ما يشاع من السلبيات والمحبطات نحو المرض .. ولاننسى الدعاء ..الدعاء... الدعاء في الرخاء والشدة .
وفي الختام أشكر الله عز وجل ثم حكومة خادم الحرمين الشريفين والعاملين بالقطاعين الصحي والعسكري .
حقيقة ما رأيته من الخدمات الانسانية والصحية فهم يستحقون منا كل غالي ونفيس ولا ننساهم من صالح الدعوات فهم يضحون من أجل سلامة المواطن والمقيم .