تُشبه الحياة ..
تُشبه الفضيلة
وأحلام الكادحين الذين يحملون العالم على عاتقهم ..
لأنك أول رجل أحببته ..
لأن الأمان لم ألمحه سوى في بريق عينيك ..
لن يكون هنالك أعيادٌ أخرى في قادم الأيام يا أبي ..
ستمر الأعياد على قلبي كطعنة خنجر حاد لأنها لن تأتيني بك ..
بل ستذكرني في كل مرة بمرارة اليُتم في مُقتبل العمر ..
كم تمنيتُ أن أتزوج وأنت على قيد الحياة
لتصبح زوجتي بنتك السادسة التي لن تعصي لك أمرا ..
وأنجب ولداً أُسميه بإسمك، ويكبر بين يداك اللتان لم تعرف يوماً سوى العطاء دون مقابل ..
لسوء الحظ لم يحصل كل هذا..
مَن سيقاسمني الحزن كما كنت تقاسمني قطعة البسكويت كي لا يرتفع منسوب السكر في دمك ..
مَن سيقاسمني الحزن ليتوقف إرتفاع منسوبه في دمي ..
من سيبيت الليل غاضباً لخروجنا أنا وأخواني سوياً ..
لطالما كنت تذكرني بنبي الله يعقوب حين قال :
(لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ)
مخافة العين والحسد ..
رحلت في يومٍ توقفت فيه عجلة الحياة ..
كأنك أخترت يوم رحيلك بعناية لتثبت لي أن عجلة حياتي ستتوقف من بعدك، أو لن تسير كما في السابق على أقل تقدير ..
دعوت الله كثيراً أن يأخذ من عمري ويمنحك عمراً آخرًا فوق عمرك ..
لكنه لم يستجب ربما لأنني لن أكون برحمته معك ..
لتنم قرير العين يا أبي وتنسى هذه الدنيا التي ذقت فيها الألم منذ موت إبنك الأول ..
لن تخاف أن يلاحقك شبح الفراق بعد الآن ..
لن يكون لك سوى الأمان بجوار الرحمن لأنك تستحقه ..
لقد ذقت جميع أنواع الهزائم يا أبي لم أكن بحاجة إلى هزيمة تقصم الظهر، ليتك لم ترحل قبل تنبؤاتي التي لم تُخطى يوماً إلا في توقع رحيلك ..
كنت أظنك لا تموت وإن مت ستعود إلى الحياة .
لكن خلودك كان من رابع المستحيلات إلا في قلبي ..
ليس هناك بين الرجال رجلٌ يستحق الحب كما تستحقهُ أنت ..
أُحبكَ كما لم أُحب رجلاً من قبل ..
التعليقات 1
1 pings
توتا
05/06/2020 في 9:04 م[3] رابط التعليق
ربي يرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.💔
(0)
(0)