عش رجباً ترَ عجباً ، مع مرور الزمن، مع كل دقة من دقات القلب ، يتآكل جزء من حياتنا دون أن نشعر ، وإلا وقد اُختِزِل رصيدٌ لابأس به من كل ما نملك في هذه الحياة ،قَلَّ أم كَثُر .
ومما يزيد الأمر سوءاً أحداثٌ تترى تحدث أمام ناظرينا ، ليلَ نهارَ ، إنه فيلم سينمائي مباشر ، يُحَدّث كل جزء من الثانية يحمل في طياته: المفرح ، المحزن ، الأمل ، البؤس ، الماء الزلال ، والماء الكدر .....باختصار كل المتناقضات التي تخطر ببالنا ،والتي لم تخطر .
ومما ساعد على حيوية مانراه ونشاهده حلواً كان أو مُرّاً ؛ التقنيات الحديثة المرئي والمسموع منها . فالعالم بأسره بات قرية صغيرة ، ما يحدث في أدناها يسمع ويرى في أقصاها في نفس اللحظة وبسرعة البرق .
في الحقيقة اختلط الحابل بالنابل كما يقال ، فلم نستطع نميز بين لحظات الأفراح ، والأحزان . السعادة زاحمتها التعاسة ، والأمل أقصاه البؤس، أحلام في مهب الريح ، وأهداف إما تَخَطّفَها الطيرُ ،او هَوَتْ بها الريحُ في مكانٍ سحيقٍ .
في الآونة الأخيرة انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مقطع يحمل عنوان " رقصة التابوت "
وهو يدل على النهاية المخزية ، كَأَنْ يحاول شخصٌ ما في فعل أمر خطير فيفشل، فتكون هذه الرقصة بمثابة السخرية منه.
مشهدُ فرحٍ في قالبٍ محزنٍ مغلف بسخرية واستهزاء ، وهذا الأمر لا يحدث إلا حين تختل بوصلة الحياة .
يارب ثبت بوصلة حياتنا سليمة .
يا خوفي كلَّ الخوف من عدوى " رقصة التابوت " !!!
بقلم
عمر عقيل المصلحي